الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي عصبية وتتهمني بالبخل والتقصير، ماذا أفعل معها؟

السؤال

السلام عليكم.

دام زواجي 22 سنةً، في ظل الظروف المادية الصعبة، وخاصةً في الخمس سنوات الأولى، التي زادت مشكلاتها بين زوجتي ووالدتي.

والدتي ربتني في حياة متوسطة ومنغلقة بعد وفاة والدي، حيث توفي قبل أن أولد، وزوجتي متعلمة، ومتدينة، وذات رأي، وأم متميزة لأولاد متميزين، وهي على العكس مني؛ فقد نشأت زوجتي مرفهةً، في أسرة اجتماعية مولعة بالهدايا، والخروج، والسفر، والاحتفال بالمناسبات.

مشكلتي الأساسية تكمن في عصبية زوجتي الشديدة عند كل خلاف، والمبالغة الشديدة فيما تعنيه الكرامة، حتى أنها لا تطلب، ولا تأخذ مني أي مصروف منذ أن تركت عملها منذ ١٨ عامًا.

تضع أنماطًا لتحقيق السعادة، وقوالب للأشياء والناس، وطريقة الحياة التي يجب أن تكون لنصبح سعداء، وقد تسبب ذلك في مشكلات بسبب عدم اهتمام مني بتلك المظاهر، وغالباً لعدم مقدرتي المادية.

أحاول الآن بعد أن وسع الله علينا إرضاءها بالملابس والعطور، وتجديد المنزل، والسفر، لكنها تواجه ذلك بالفتور، والتقليل، والتهكم أحيانًا إذا كان ذلك أقل من توقعاتها العالية دائمًا، ومع ذلك لم أستطع بعد ٥ سنوات -وحيدًا في الغربة- من ادخار ما يكفي حتى لشراء سيارة.

تتهمني بالبخل، ولو قمت بمحاولة التوفير عند التخطيط لسفرة، أو عمرة، أو شراء شيء مكلف، تلعن تربيتي الفاشلة، أو تتهمني بعقدة النقص؛ لتفوقها علي، أو تدعي تسببي في تدمير مستقبلها بعد أن تركت عملها لترافقني السفر للدراسة.

وعند رفضي لأي أمر تريده، أو تعليقي على أي تصرف، أتهم بحب السيطرة، وفرض الرأي!! أعلم أنها عانت مثلي، ولكن لم أعد أحتمل عدم الثقة، والاتهام بالتقصير، وفقدان الوسيلة للتأثير.

أصابنا الاكتئاب، والحزن، فهل ننفصل أم أن هناك حلاً؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبعد:

دعنا أخي نبدأ من آخر ما سطرته بيدك حين قلت (أعلم أنها عانت مثلي) هذه الكلمة لها دلالتها العميقة في حياة الأزواج، ذلك أن المعاناة لا يمكن أن تندمل مع الأيام بيسر وسهولة، فإذا أضفنا إلى ذلك البيئة التي خرجت زوجتك منها، والتي اعتادت على العيش في ظلالها، نردك لبعد آخر له مثل تلك الأهمية، وربما أشد، ذلك أن من اعتاد حياةً فانتقل إلى أقل منها يشعر -أخي- بمعاناة وآلام، ويصعب عليه التكيف معها أحيانًا، وقد ظهر ذلك من زوجتك، فهي كريمة النفس إلى درجة أنها تركت عملها منذ ثمانية عشر عامًا، وأبت أن تأخذ منك مالاً رغم طول المدة، ثم هناك بعدان آخران لهما كذلك تأثير سلبي:

الأول: سن الزوجة، والذي لم يعد يمكن معه إمكان وجود مشاكل ومهاترات لا فائدة منها.

الثاني: وجود الشيطان المتحرش بك وبها، والذي لا يرضيه إلا تقويض هذا البيت على رؤوس أصحابه، فقد قال -صلى الله عليه وسلم- (إنَّ إبليسَ يضعُ عرشَه على الماءِ، ثم يبعثُ سراياه، فأدناهم منه منزلةً أعظمَهم فتنةً، يجيءُ أحدُهم فيقولُ: فعلتُ كذا وكذا، فيقولُ ما صنعتَ شيئًا، ويجيءُ أحدُهم فيقولُ: ما تركتُه حتى فرَّقتُ بينَه وبين أهلِه، فيُدْنِيه منه، ويقولُ: نعم أنتَ !)

كل هذا -أخي الكريم- يفرض على أصحاب المروءات وأهل التدين قبل ذلك أن يبذلوا الجهد الأكبر للمحافظة على البيت التماسًا للأجر، وصيانةً للعهد الفائت.

ونحن نوصيك -أخي- بما يلي:

1- الحوار معها، والاتفاق على الحد الأدنى من التعايش.
2- كثرة الثناء عليها، والإحسان اللفظي والمعنوي لها؛ فلهذا دوره في ترطيب النفوس وتهيئة القلوب.
3-الصبر على أذاها مع احتساب الأجر عند الله عز وجل.
4- اجتهد أن تجعل مصروف البيت معها، وزده قليلاً دون أن تخبرها بذلك حتى تشتري أغراضها الخاصة.

هذه وصيتنا لك، ونسأل الله أن يرزقك الرأفة بها، والصبر عليها، مع الإحسان لها، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً