أنا مطلقة ولدي بنت والدها لا يسأل عنها، ما مشورتكم؟

2024-04-30 01:15:57 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا مطلقة منذ 5 سنوات، وكانت ابنتي حينها تبلغ عامًا ونصفاً، والآن تبلغ 6 سنوات، ومنذ الانفصال وهي لم تر والدها، وهو لا يسأل عنها، ولا يدفع نفقتها، ولا نعرف عنه شيئًا.

مع العلم أن نفقتها تم الحكم فيها بالمحكمة، وهي الآن تسأل عنه كثيرًا، وأنا أبلغتها أنه مسافر، ولا نعرف عنه شيئًا، ولا يوجد وسيلة اتصال بالبلد المقيم بها، ولم أبلغها بالحقيقة لصغر سنها، فماذا أفعل؟ وماذا أقول لها الآن؟ وما أنسب وقت لأبلغها الحقيقة؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فيروز حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام بأمر هذه البنية، والحرص على مصلحتها، ونسأل الله أن يهدي والدها لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي إلى أحسنها إلا هو، وأن يعينه على الوفاء بما عليه، وكفى بالمرء إثمًا أن يضيع من يعول، نسأل الله تبارك وتعالى أن يهدي هذا الرجل وسائر الرجال إلى ما يحبه ربنا ويرضاه.

لا شك أن الذرية لها مسؤولية، وتتضاعف المسؤولية عندما يكون الطفل من الإناث، فهي بحاجة أكثر للعناية والرعاية، والاهتمام من قبل والدها، ونتمنى أن تجدوا في أهل الزوج من إخوانه وأخواته الناصح الذي يستطيع أن يذكره بالله، ويخوفه من عواقب الإهمال لهذه البنت، وأن يسأل عنها؛ فهو سيحاسب على تقصيره في الوفاء بالتزامه تجاهها، ونسأل الله أن يكتب لك أجر الصبر، وأجر القيام بما عليك وزيادة، وأن يقر عينك بصلاح هذه البنت، وأن يلهمها السداد والرشاد هو ولي ذلك والقادر عليه.

بداية: لا بد من أن نتدرج في إبلاغ هذه البنت، ومن المهم أن نحسن صورة الأب عندها، ونقول هو غائب ونحن لا ندري ما الذي حصل له، نسأل الله أن يكون طيبًا، ثم نتدرج معها إلى أن نقول لها إن هناك من زميلاتها من فقدن الآباء مبكرًا، ويمكن أن يقال لها أحيانًا يحصل خلاف أيضًا بين الأب والأم، فينتج عنه بعد الأب عن الأم، ولكن أنت -ولله الحمد- في حفظ وصيانة، والله هو الحافظ، ونحن نرعاك ونهتم بك.

وأرجو أن يكون للأخوال دور كبير، وكذلك لجدها دور كبير في سد هذا الفراغ، فإن الأنثى بحاجة إلى رجل في حياتها، والبنت بحاجة إلى حماية، ولن نستكمل عناصر التربية إلا إذا وجد هذا العنصر، البنت بحاجة إلى أب، أو عم، أو خال، أو جد يقومون إلى جوارها لتكتسب منهم بعض الصفات التي تحتاجها، وعليه أرجو أن تتدرجي في الأمر.

السن المناسبة هي بعد العاشرة، ولكن هذا يختلف حسب نضج هذه البنت، وحسب الظروف، فإذا خشيت أن يكون هناك من سيخبرها بالحقيقة، فالأفضل أن تسمعها منك.

كما قلنا لا بد من التدرج في عرض هذا الأمر عليها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينكم على الخير، وأن يرد والدها إلى الحق والخير ردًا جميلًا، وأرجو أن تجتهدوا في البحث عنه، لإيصال الرسالة والتذكير له لعله يعود إلى صوابه، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولكم التوفيق والسداد.

www.islamweb.net