الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصراخ في وجه الأم من العقوق وتجب التوبة منه

السؤال

كانت عندنا مشاكل عائلية لمدة سنتين، فأصبحت أصرخ وأصيح في وجه والدتي كثيرا -لمدة سنتين-، لكنني كنت أحبها، وكنت أوفر لها كل الاحتياجات، وفي سنة: 2023، توفيت -رحمها الله- بسبب سرطان البنكرياس، وكانت مريضة بداء السكري، وعندما سألت الطبيب متى بدأ هذا المرض؟ قال لي تقريبا منذ عام، أو عام ونصف، أو سنتين، وبعد جوابه دخلت في صراع مع نفسي بأنني أنا من تسبب بالمرض، لأن أغلب ظني أنه بسبب الصياح والصراخ، فهذا الموضوع أرهقني جدا، فما حكم ما فعلت؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا يلزم أن يكون مرض أمِّك -رحمها الله- بسبب ما حصل منك من الصراخ في وجهها، لكن صراخك في وجهها؛ محرم، ونوع من العقوق، وهو من كبائر الذنوب.

قال النووي -رحمه الله- في كتاب الأذكار: يحرم انتهار الوالد والوالدة، وشبههما، تحريما غليظا، قال الله تعالى: وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا، إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا الآية {الإسراء: 23 - 25}. انتهى.

فلا تشغل نفسك بسبب مرضها، ووفاتها، واشغل نفسك بالتوبة إلى الله تعالى مما وقع منك في حقها، فباب التوبة مفتوح، فأكثر من الدعاء، والاستغفار لها، والصدقة عنها، وصلة رحمها، وإكرام صديقاتها.

قال النووي -رحمه الله- في فتاويه: ولكن ينبغي له بعد الندم على ذلك، أن يكثر من الاستغفار لهما، والدعاء، وأن يتصدق عنهما إن أمكن، وأن يكرم من كانا يحبان إكرامه: من صديق لهما ونحوه، وأن يصل رحمهما، وأن يقضي دينهما، أو ما تيسر له من ذلك. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني