الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

68 عاماً على صناعة "الهولوكوست اليهودي"

68 عاماً على صناعة "الهولوكوست اليهودي"

68 عاماً على صناعة "الهولوكوست اليهودي"

لقد ارتبطت "المحرقة اليهودية" عن سبق تخطيط بالأساطير المؤسسة للحركة الصهيونية والدولة العبرية، أما اليوم فقد طوّرت وكرّست الدولة الصهيونية هذه الرواية كوسيلة ابتزاز لا حصر لها تحت اسم "معاداة السامية"، فأصبحت الكارثة مرتبطة جدلياً وعضوياً باللاسامية، والإرهاب الدولي، فمن ينتقد (الكارثة ) المحرقة أو يشكك بوقوعها، وكذلك من ينتقد دولة "إسرائيل" وممارساتها وجرائمها إنما يصبح لا سامياً وإرهابياً...؟!.

والسؤال الكبير الذي ما زال تحت الجدل على مستوى الباحثين والمفكرين والسياسيين: ما مدى صحة ومصداقية هذه "المحرقة" التي أصبحت ذريعة استثمارية انتهازية ابتزازية بأيدي الحركة والدولة الصهيونية، وقد جنت تلك الحركة والدولة مكاسب استراتيجية هائلة من ورائها: من إقامة "دولة الوطن القومي لليهود في فلسطين"، إلى دعم وتقوية تلك الدولة ليس لتعيش فقط، إنما لتتسيد المنطقة استراتيجيا، فضلا عن الابتزازات المالية والمعنوية والأخلاقية الهائلة المستمرة حتى اليوم، والتي أصبحت وراءها دول ومؤسسات وإدارات تحتضنها وتشن الحروب من أجلها...؟!!!
والى أي حد مصداقية الاتهامات الأمريكية - الصهيونية لكل من يفتح ملف "المحرقة" أو ينتقد "إسرائيل" باللاسامية والعنصرية والإرهاب..؟!.

وفي المحرقة مثلاً، نستحضر أهم وأبرز الشهادات التي كنا كتبنا عنها سابقاً، فنشير هنا إلى تقرير الخبير الأمريكي "فريد لوشتر" الذي "يدحض افتراءات اليهود حول الإبادة الجماعية في المعسكرات النازية"، وكذلك نشير إلى نورمان فينكلشتاين، الخبير اليهودي الأمريكي في العلوم السياسية، الذي دعي لندوة في جامعة واترلو، فأثارت فتاة يهودية ورقة المحرقة النازية وهي تبكي، لكنه يوقفها رافضاً دموع التماسيح"، ونشير إلى عضو البرلمان في مدينة ديرزدين، الذي طالب في جلسة لبرلمان ولاية سكسونيا الألمانية، بوقف التعاون مع ما أسماه "دولة المحتالين اليهود"، وعدم التعاون مع ما أسماه "صناعة المحرقة المزدهرة"، ونقلت "يديعوت أحرونوت" النبأ، مشيرة إلى أن هذه الأقوال لم تقل في طهران، إنما في ألمانيا من قبل من وصفته "قائد اليمين المتطرف" و"نازي جديد"، وأثار " هولغر أفل " عاصفة كبيرة في البرلمان في سكسونيا عندما طرح على جدول الأعمال موضوعاً "متفجراً" تحت عنوان "لا للتعاون مع الدول المحتالة، ووقف التعاون بين سكسونيا وإسرائيل".

وجاء أنه بسبب هذه القضية حاول ممثلو الغالبية في البرلمان تغيير الموضوع خشية "المس بصورة سكسونيا"، إلا أنه أصر على موقفه، وعندما طلب منه إنهاء كلمته، رفض الاستجابة، وواصل الحديث عن "دولة الإرهاب اليهودية"، ورفض النزول من المنصة، وفي النهاية تم إخراجه من البرلمان، وصدر أمر بإبعاده من المناقشات.

ونتوقف أمام روبرت فوريسون الباحث الفرنسي المرموق الذي وهب حياته للبحث في حقيقة المحرقة اليهودية، وتعرض للقمع من جهة المنظمات اليهودية في فرنسا، وكذلك عدالة بلاده التي جرمته في أكثر من 12 قضية طرحت أمامها، ولم يرحموا سنه المتقدم إذ تعرض للعديد من الاعتداءات الجسدية بسبب بحوثه وموقفه من الهولوكوست، فتحدث فوريسون في مقابلة مع الشروق الجزائرية حول المحرقة اليهودية متحدثاً عن صناعة الهولوكوست، قائلاً: كان ذلك في العام 1974، حيث بدأتُ البحث فيما كان يعرف بالهولوكوست، أو ما أطلقت عليه بعد بحوثي "المحرقة المزعومة".

إلى ذلك، هناك عدد كبير من كبار العلماء والفلاسفة والباحثين الأوروبيين والأمريكان يشككون أصلاً بحدوث الكارثة، بينما يرى عدد آخر أن هناك مبالغة فقط في أعداد اليهود الذين أحرقوا، في حين تؤكد جملة لا حصر من الوثائق أن الكارثة اليهودية إنما هي بالأصل صناعة صهيونية تعتبر أكذوبة القرن الماضي، وقد استثمرتها الحركة الصهيونية على مدى العقود الماضية كفزاعة لإرهاب يهود العالم ودفعهم للهجرة إلى فلسطين أولاً، ثم كفزاعة لإرهاب وتجريم الرأي العام الأوروبي ثانياً كوسيلة للابتزاز المعنوي والأخلاقي والمالي ثالثاً.

هكذا هي الأمور، ونحن في ظل هذه التحركات الإعلامية السياسية الإسرائيلية المضللة، نرى أهمية متزايدة دائماً لفتح ملف "الهولوكوست -الكارثة- المحرقة واللاسامية، على حقيقته وإثارة المزيد من الأسئلة والتساؤلات على الأجندات العربية والإسلامية والدولية فيما يتعلق بالنكبة الفلسطينية والمحارق الصهيونية الهولوكوستية ضد الشعب الفلسطيني...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العرب اليوم الأردنية

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة

لا يوجد مواد ذات صلة