الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإعجاز التأثيري للقرآن الكريم

الإعجاز التأثيري للقرآن الكريم

الإعجاز التأثيري للقرآن الكريم

تعددت أنواع الإعجاز القرآني، فثمة الإعجاز البياني، والإعجاز الغيبي، والإعجاز التشريعي، والإعجاز العلمي، وغير ذلك. ولا غرو في ذلك، فالقرآن الكريم كتاب رب العالمين، نزل به الروح الأمين، على سيد العالمين، ليخرج الناس من ظلمات الجهل إلى نور اليقين.

ومن أنواع الإعجاز القرآني ما يسمى بالإعجاز التأثيري؛ وهو وجه من وجوه إعجاز القرآن، يتمثل فيما يتركه القرآن من أثر ظاهر أو باطن على سامعه، أو قارئه، ولا يستطيع هذا السامع، أو القارئ مقاومته ودفعه، ولا يقتصر ذلك على المؤمنين به. وبعبارة أخرى: هو تأثير القرآن الكريم في النفس الإنسانية عندما تسمعه، وتفاعلها معه، حتى لو كانت نفساً غير مؤمنة.

وهذا الوجه من وجوه الإعجاز هو المعجزة القائمة في القرآن أبداً، الحاضرة في كل حين، وهي التي تسع الناس جميعاً، عالمهم وجاهلهم، عربيهم وأعجميهم، إنسهم وجنهم.

إن آيات القرآن الكريم، والأحاديث النبوية الشريفة، ومواقف الصحابة، بل وما في واقع الحياة البشرية في عصرنا الحالي، تثبت وترصد مظاهر هذا الوجه من وجوه الإعجاز في حياة البشر.

ويمتاز هذا الوجه الإعجازي عن سائر وجوه الإعجاز القرآني، بمزايا أربع:

1- المعجزة القائمة في كل حين.

2- أنها تسع الناس جميعاً عالمهم وجاهلهم.

3- أنها تسع كل لغاتهم عربية وعجمية.

4- أنها لا تقتصر على الإنس وحدهم، بل تسع الجن والجماد أيضاً.

وقد لاحظ كثير من علماء التفسير والبلاغة في القديم والحديث تأثير القرآن الكريم في القلوب، وأثره في النفوس، فاعتبروا ذلك التأثير من وجوه إعجاز القرآن، وعبروا عنه بعبارات متفاوتة، نقف على بعض من أقوالهم بخصوص هذا الجانب من جوانب الإعجاز القرآني.

لعل أول من اعتبر التأثير القرآني وجهاً خاصًّا من وجوه الإعجاز هو الإمام الخطابي، فقد جاء في رسالة له بعنوان (بيان إعجاز القرآن) ما نصه: "قلت في إعجاز القرآن وجهاً آخر، ذهب عنه الناس، فلا يكاد يعرفه إلا الشاذ من آحادهم؛ وذلك أخذه بالقلوب، وتأثيره في النفوس، فإنك لا تسمع كلاماً غير القرآن، منظوماً ولا منثوراً، إذا قرع السمع خلص له إلى القلب من اللّذة والحلاوة في حال، ومن الروعة والمهابة في أخرى، ما يخلص منه إليه، تستبشر به النفوس، وتنشرح له الصدور، حتى إذا أخذت حظها منه، عادت إليه مرتاعة، قد عراها الوجيب والقلق، وتغشّاها الخوف والفَرَق، تقشعر منه الجلود، وتنزعج له القلوب، يحول بين النفس وبين مضمراتها وعقائدها الراسخة فيها. فكم من عدو للرسول صلى الله عليه وسلم من رجال العرب، أقبلوا يريدون اغتياله وقتله، فسمعوا آيات القرآن، فلم يلبثوا حين وقعت في مسامعهم، أن يتحولوا عن رأيهم الأول، وأن يركنوا إلى مسالمته، ويدخلوا في دينه، وصارت عداوتهم موالاة، وكفرهم إيماناً".

وبين ابن القيم ما يقع في النفوس عند تلاوته وسماعه من الورع ما يملأ القلوب هيبة، والنفوس خشية، وتستلذ الأسماع، وتميل إليه بالحنين الطباع، سواءً أكانت فاهمة لمعانيه، أم غير فاهمة، وسواءً أكانت كافرة بما جاء به أم مؤمنة. يقول في كتابه "الفوائد": "إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه، وألق سمعك، واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه إليه؛ فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله، قال الله تعالى {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد} (ق:37).

ووقف الدكتور عبد الكريم الخطيب أمام الإعجاز التأثيري للقرآن وقفات دقيقة، وحاول أن يكشف عن سر تأثير القرآن فيمن سمعه من المؤمنين والكافرين على حد سواء، يقول في هذا الصدد: "إن كلمات القرآن التي كانت على فم الناس، كان لها رحلة إلى الملأ من الأرض إلى السماء من أفواه الناس إلى عالم الروح، والحق والنور، وهناك في هذا العالم -عالم الروح والحق والنور- عاشت تلك الكلمات دهراً طويلاً بين ملائكة، وولدان، وحور، فنفضت عليها هذه الحياة الجديدة، روحاً من روحها، وجلالاً من جلالها، ونوراً من نورها، حتى إذا أذن لها الحكيم الخبير أن تعود أدراجها إلى الأرض، وتُلقَى في أفواه الناس مرة أخرى، وتطرق أسماعهم، وتتصل بعقولهم وقلوبهم، لم ينكروا شيئاً من وجودها، وإن سرى إليهم من هذا الوجود ما يخطف الأبصار، ويخلب الألباب، فالمؤمنون في شوق متجدد معه، وفي خير متصل منه، وفي عطاء موصول من ثمره، كلما مدّوا أيديهم قطفوا من أدبه أدباً عالياً، ومن علمه علماً نافعاً، ومن شريعته ديناً قيماً، وغير المؤمنين في عجب من أمره ودهش، يتناولونه بألسنة حداد، ويرمونه بسهام مسنونة، وبكيد عظام، فما يصل إليه من كيدهم شيء".

وتحدث الشيخ محمد الغزالي عن الإعجاز التأثيري، فقال: "فما أظن امرءاً سليم الفكر والضمير، يتلو القرآن، ويستمع إليه، ثم يزعم أنه لم يتأثر به، قد يقال: ولِمَ يتأثر به؟ والجواب: أنه ما من هاجس يعرض للنفس الإنسانية من ناحية الحقائق الدينية إلا ويعرض له القرآن بالهداية وسداد التوجيه".

أما الشهيد سيد قطب رحمه الله، فقد تناول الإعجاز التأثيري مبيناً ما للقرآن الكريم من قوة تأثيرية كبيرة على النفوس المؤمنة وغير المؤمنة، ومما قاله: "إن في هذا القرآن، سرًّا يشعر به كل من يواجه نصوصه ابتداء، قبل أن يبحث عن مواضع الإعجاز فيها. إنه يشعر بسلطان خاص في عبارات هذا القرآن، يشعر أن هنالك شيئاً ما وراء المعاني التي يدركها العقل من التعبير، وأن هناك عنصراً ما ينسكب في الحس بمجرد الاستماع لهذا القرآن، يدركه بعض الناس واضحاً، ويدركه بعض الناس غامضاً، ولكنه على كل حال موجود، هذا العنصر الذي ينسكب في الحس يصعب تحديد مصدره".

ويقول أيضاً: "للقرآن تأثير عجيب على النفوس، وسلطان قوي على القلوب...ويبقى وراء ذلك السر المعجز في هذا الكتاب العزيز، يبقى ذلك السلطان، الذي له على الفطرة متى خُلِّي بينه وبينها لحظة. وحتى الذين رانت على قلوبهم الحجب، وثقل فوقها الركام، تنتفض قلوبهم أحياناً، وتتململ تحت وطأة هذا السلطان، وهم يستمعون إلى هذا القرآن. إن الذين يقولون كثيرون، وقد يقولون كلاماً يحتوي على مبادئ ومذاهب وأفكار واتجاهات، ولكن هذا القرآن ينفرد في إيقاعاته على فطرة البشر وقلوبهم فيما يقول، إنه قاهر غلّاب بذلك السلطان الغلّاب.

إن للقرآن سرًّا خاصًّا على النفوس، حتى يبلغ أن يؤثر بتلاوته المجردة على الذين لا يعرفون العربية، وعلى العوام الذين يسمعون إلى تلاوته، لا يطرق عقولهم منه شيء، لكن يطرق قلوبهم إيقاعه، ويظهر على ملامحهم سره، إن كل آية وكل سورة تنبض بالعنصر المستكن العجيب المعجز في هذا القرآن، وتشي بالقوة الخفية المودعة في هذا الكلام، وإن الكيان الإنساني ليهتز ويرتجف ولا يملك التماسك أمام هذا القرآن، كلما تفتّح القلب، وصفى الحس، وارتفع الإدراك، وارتقت حساسية التلقي والاستجابة، وإن هذه الظاهرة لتزداد وضوحاً كلما اتسعت ثقافة الإنسان".

فالقرآن لا يترك نفساً إلا ويتحدث معها عن ملكة من ملكاتها المتعددة...ويأخذ هذا التأثير أشكالاً متباينة أحياناً، أو منسقة أحياناً أخرى، فتأثر المشركين والكافرين غالباً نفور وإعراض، أو إلقاء للحجج الواهية التي يقصدون بها التعجيز لقارئه، أو النيل من النص القرآني نفسه، كما نرى عند اليهود والمنافقين ومن شاكلهم. ويظهر تأثر المنافقين بالقرآن في صورة خوف وحذر وتربص كذلك؟ أما المؤمنون فيختلف مظهر تأثرهم عن الكافرين والمنافقين، فكلهم يرق قلبه، وينشرح صدره، وتفيض عيناه بالدمع، دلالة على الاستسلام والإيمان، والعجز عن التعبير عما يجده في جوانحه مع حالة نفسية جديدة لا عهد له بها.

وأول من يتأثر بالقرآن الكريم هو من نزل عليه القرآن العظيم، فقد روى مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه، قال: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي، ولصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء) رواه أبو داود، والنسائي، وأحمد. و(الأزيز) صوت الرعد، وغليان القدر.

وروى البخاري عن عمرو بن مرة رضي الله عنه، قال: (قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: (اقرأ عليَّ) قلت: آقرأ عليك، وعليك أنزل؟ قال: (فإني أحب أن أسمعه من غيري) فقرأت عليه سورة النساء، حتى بلغت: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} (النساء:41) قال: (أمسك) فإذا عيناه تذرفان).

وقد حاز المؤمنون عند ربهم درجة عالية رفيعة؛ لتأثرهم بالقرآن الكريم، تأثراً عمليًّا صادقاً، له نتائجه في واقع حياتهم وحياة مجتمعهم، وذلك فيما أخبر عنه تعالى: {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون} (الأنفال:2). يقول سيد مبيناً هذا التأثر: "والقلب المؤمن يجد في آيات هذا القرآن ما يزيده إيماناً، وما ينتهي به إلى الاطمئنان. إن هذا القرآن يتعامل مع القلب البشري بلا واسطة، ولا يحول بينه وبينه شيء إلا الكفر الذي يحجبه عن القلب، ويحجب القلب عنه، فإذا رُفع هذا الحجاب بالإيمان، وجد القلب حلاوة هذا القرآن، ووجد في إيقاعاته المتكررة زيادة في الإيمان تبلغ إلى الاطمئنان، وكما أن إيقاعات القرآن على القلب المؤمن تزيده إيماناً، فإن القلب المؤمن هو الذي يدرك هذه الإيقاعات التي تزيده إيماناً".

وروي عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما، قالت: (كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا قرئ عليهم القرآن -كما نعتهم الله- تدمع أعينهم، وتقشعر جلودهم، قال: فإن ناساً إذا قرئ عليهم القرآن، خر أحدهم مغشيًّا عليه، قالت: (أعوذ بالله من الشيطان). رواه ابن المبارك في "الزهد والرقائق".

وأخبر سبحانه عن أقوام تفيض أعينهم من الدمع إذا سمعوا القرآن، قال الله تعالى: {لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون * وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين} (المائدة:82-83). يقول سيد قطب معقباً على هذه الآيات: "فهذا مشهد حي يرتسم من التصور القرآني لهذه الفئة من الناس، الذين هم أقرب مودة للذين آمنوا، إنهم إذا سمعوا ما أُنزل إلى الرسول من هذا القرآن اهتزت مشاعرهم، ولانت قلوبهم، وفاضت أعينهم بالدمع؛ تعبيراً عن التأثر العميق العنيف بالحق الذي سمعوا، والذي لا يجدون له في أول الأمر كفاء من التعبير إلا الدمع الغزير، وهي حالة معروفة في النفس البشرية حين يبلغ بها التأثر درجة أعلى من أن يفي بها القول، فيفيض الدمع ليؤدي ما لا يؤديه القول، وليطلق الشحنة الحبيسة من التأثر العميق العنيف. ثم هم لا يكتفون بهذا الفيض من الدمع، ولا يقفون موقفاً سلبيًّا من الحق، الذي تأثروا به هذا التأثر عند سماع القرآن، والشعور بالحق الذي يحمله، والإحساس بما له من سلطان، إنهم لا يقفون موقف المتأثر، الذي تفيض عيناه بالدمع، ثم ينتهي أمره مع هذا الحق، إنما هم يتقدمون ليتخذوا من هذا الحق موقفاً إيجابيًّا صريحاً، موقف القبول لهذا الحق، والإيمان به، والإذعان لسلطانه، وإعلان هذا الإيمان، وهذا الإذعان في لهجة قوية صريحة عميقة".

وتأثر نفوس الكفار بسماع القرآن، أخبر عنه سبحانه في القرآن، وتناقلته الركبان، قال تعالى: {وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون} (فصلت:26). وتروي كتب السِّيَر أن الإحساس بتأثير القرآن الكريم كان يجذب رؤساء هؤلاء المعاندين ليلاً لاستماع تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم في بيته، على الرغم من نهيهم عن سماعه، وتواصيهم بذلك؛ فمن ذلك ما روي أن أبا جهل، وأبا سفيان، والأخنس بن شريق، أن كل واحد منهم أتى من ناحية على غير موعد إلى حيث يستمعون من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي من الليل في بيته، فأخذ كل رجل منهم مجلساً يستمع فيه، وكلٌّ لا يعلم بمكان صاحبه، فباتوا يستمعون له، حتى إذا طلع الفجر، تفرقوا، فجمعهم الطريق، وتلاوموا، وقال بعضهم لبعض: لا تعودوا، فلو رآكم بعض سفهائكم لأوقعتم في نفسه شيئاً، ثم انصرفوا.

حتى إذا كانت الليلة الثانية عاد كل رجل إلى مجلسه، فباتوا يستمعون له، حتى إذا طلع الفجر، تفرقوا، فجمعهم الطريق، فقال بعضهم لبعض مثل ما قالوا أول مرة، ثم انصرفوا.

حتى إذا كانت الليلة الثالثة أخذ كل واحد منهم مجلسه، فباتوا يستمعون له، حتى إذا طلع الفجر تفرقوا، فجمعهم الطريق، فقال بعضهم لبعض لا نبرح حتى نتعاهد ألا نعود، فتعاهدوا على ذلك، ثم تفرقوا.

فلما أصبح الأخنس ذهب إلى أبي سفيان يسأله عما سمع فقال خيراً، ثم خرج حتى أتى أبا جهل، فدخل عليه، فقال: يا أبا الحكم! ما رأيك فيما سمعت من محمد، فقال: ماذا سمعت! تنازعنا نحن وبنو مناف الشرف، أطعموا فأطعمنا، وحملوا فحملنا، وأعطوا فأعطينا، حتى إذا تحاذينا على الركب، وكنا كفرسي رهان، قالوا: منا نبي يأتيه الوحي من السماء! فمتى ندرك مثل هذه؟ والله لا نؤمن به أبداً ولا نصدقه.

وروى البخاري عن جبير بن مطعم، قال: (سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب سورة الطور، فلما بلغ الآية {أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون * أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يؤمنون * أم عندهم خزائن ربك أم هم المسيطرون} (الطور:35-37) كاد قلبي أن يطير للإسلام، وفي راوية أخرى، وذلك أول ما وقر الإيمان في قلبي).

وكما كان للقرآن أثر بالغ وواضح على الإنس مؤمنهم وكافرهم، كان له ذلك التأثير على الجن، وهذا ما سجله القرآن الكريم، قال سبحانه: {وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين} (الأحقاف:29). يقول سيد قطب: "ويرسم النص مشهد هذا النفر، وهم يستمعون إلى هذا القرآن، ويصور لنا ما وقع في حسهم منه، من الروعة والتأثر والرهبة والخشوع، {فلما حضروه قالوا أنصتوا} وتلقي هذه الكلمة ظلال الموقف كله طوال مدة الاستماع". وفي آية أخرى أخبر سبحانه أن الجن تعجبوا أشد العجب عند سماعهم لهذا القرآن، قال عز من قائل: {قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا} (الجن:1).

وأخيراً وليس آخراً، فإن أثر القرآن وتأثيره تعدى إلى الحجر، ولم يقتصر على الجن والبشر، فقد أخبر سبحانه أن الجبال تتأثر بسماع القرآن الكريم، يقول تعالى: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله} (الحشر:21).

* اعتمادنا في تحرير مادة هذا المقال على بحث منشور على موقع (موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة) بتصرف غير يسير.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة