الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صلاح شحادة-قائد كتائب عز الدين القسام

صلاح شحادة-قائد كتائب عز الدين القسام

صلاح شحادة-قائد كتائب عز الدين القسام

ولد صلاح شحادة في مخيم بيت حانون شمالي غزة بعد عام واحد من طرد عائلته من مدينة يافا داخل الخط الأخضر غداة إقامة الدولة اليهودية (1949). أتم مراحل التعليم المختلفة إلى أن التحق بالجامعة ،حيث درس العلوم الاجتماعية. وأثناء هذه الفترة من حياته انخرط في صفوف جماعة الإخوان المسلمين.وسافر إلى مصر لمتابعة دراسته، و تواصل مع المجموعات الفدائية الفلسطينية الناشطة و التي كانت تخطط و تنفذ أعمال المقاومة بعد حرب 1967 و احتلال أراضي الضفة و القطاع. تم اعتقال شحادة أول مرة عام 1984 ، حيث قضى سنتين وراء القضبان، انكب بعدها على تشكيل خلايا "المجاهدين الفلسطينيين" مع بداية الانتفاضة الأولى و التي تكونت منها فيما بعد نواة كتائب عز الدين القسام بعد تأسيس حركة حماس.

منذ ذلك الحين توالت العمليات المسلحة الجريئة ضد الجنود الإسرائيليين الذين كانوا يتدربون في مستوطنة آتزمونا و أمام مزرعة (كيبوتز) قريم شالوم. و في عام 1988 اعتقل صلاح شحادة مرة أخرى و حكم عليه ب10 سنوات و نصف سجنا نافذة بتهمة مشاركته في التخطيط لعملية اختطاف و قتل جنديين إسرائيليين. و بعد انقضاء مدة الحكم بقي معتقلا أكثر من سنتين إضافيتين في ظل نظام الاعتقال الإداري بدون محاكمة، إلى أن اطلق سراحه في شهر مايو 2000. عاد شحادة بسرعة إلى النشاط في إطار كتائب القسام كما أصبح من القادة النافذين في حركة حماس ، كما كان قريبا جدا من قائدها الشيخ ياسين ونظرا للدور الجهادي الذي اضطلع به وضع اسمه بسرعة على رأس قائمة المطاردين المطلوبين من جيش الاحتلال منذ عام 2001 بعد أن أخذت انتفاضة الأقصى منحى المقاومة المسلحة.

لقد عرف عنه -رحمه الله عدم استعداده للتنازل عن الجهاد منهجا وطريقا للخلاص من رجس الاحتلال، حتى حفظ عنه قوله:" الجهاد أمر رباني و لا نطلب إذن أحد لمواصلته ". لكن مع ذلك كان لا يعارض اتخاذ قرارات تكتيكية مهدئة مقابل مناعة ناشطي كتائب القسام من مخالب الأجهزة الأمنية.

لقد حاول القادة العسكريون في إسرائيل اغتيال قائد كتائب عز الدين القسام عدة مرات خلال الأشهر الأخيرة لكن محاولاتهم باءت بالفشل، فقد كان يغير مكان اختبائه في كل مرة، و يحسن التمويه على تحركاته ؛الأمر الذي أربك استخبارات العدو، و حملها على المخاطرة بارتكاب مجزرة على أن تفوت فرصة اغتياله حين علمت بمكانه .و يبقى التساؤل الكبير معلقا بخصوص كيفية تسرب مكان إقامته الجديد في شقة متواضعة وسط أحد أحياء غزة كان قد أجرها مؤخرا باسم مستعار "العشايشي" و عرفه الجيران كفلسطيني قادم من خان يونس.

وقد ترك الشهيد شحادة وصية طلب فيها عدم نشر صور له بعد وفاته، أو فتح دواوين العزاء داعيا إلى استمرار المقاومة.

رحم الله شحادة ،و تقبله في الشهداء ،وأسكنه فسيح جناته.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة