الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حامل وأخشى الإجهاض مرة أخرى فبماذا تنصحونني؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حملت بعد شهر من زواجي ولم أذهب للفحص أو للسونار، ولكن بعد شهرين من الحمل نزلت مني قطرات من الدم، فذهبت ثاني يوم للسونار، وقالت الدكتورة: إن الجنين ميت، وإنه بحجم (9) أسابيع والمفترض أنه (12) أسبوعا (مع أنني أشك بالمدة، ولا أعتقد أن الحمل كان قد بلغ 12 أسبوعا، لأن آخر دورة نزلت علي في 27 فبراير، وانتهت في 4 مارس، وأنا ذهبت للسونار بتاريخ 18 مايو).

كنت أشعر من قبل بثقل في أسفل البطن، ولكن لم أكترث ولم يخطر ببالي الإجهاض، وتنوومت بالمستشفى بنفس يوم عمل السونار، وأعطوني الأدوية، ومغذيات للإجهاض، وثاني يوم بالمستشفى شعرت بآلام شديدة مثل الطلق تماما لمدة ساعتين، وأثناء الطلق حدث معي نزيف شديد جدا، وتوقف الطلق فورا عندما بدأ النزيف، وأدخلوني للعمليات، وأجروا لي تنظيفا للرحم، وأجريت بعد الإجهاض بشهر تحاليل الالتهابات وتخثر الدم، نتيجة (d-dimer) كانت مرتفعة (473) من أصل (440)، ونتيجة (RFMK 10) من أصل (5,5) اعتقد بالعربي فايبرين، لأن تحاليلي بالروسية لا أعلم الاسم بالضبط، استدلالا على هاتين النتيجتين قيل لي أن لدي تخثر بالدم، وأن في حملي القادم يجب علي آخذ إبر سيولة للدم، وأجريت بعدها تحاليل عوامل التخثر، ولكنني لم أفهم النتيجة لأنني لم أعرضها على الدكتورة، وسافرت من روسيا وكنت قد أجريت التحليل هناك.

أنا الآن حامل في الأسبوع الثالث أو بداية الرابع، وذهبت للتحليل قبل (4) أيام، كان هرمون الحمل (350) ولكن تحليل (dimer و RFMK) عندما عرضته على دكتورة النساء في حملي هذا قالت: هذين التحليلين لا يؤثران على الإجهاض وليس لهما أهمية بالإجهاض، فهل هذا صحيح؟ أليسوا تحاليل تخثر الدم وتحاليل العوامل؟ فهم لم يفهموها؛ لأنها بالروسية وطلبوا مني ترجمتها، وحينما أخبرتها أنني أريد إبر للسيولة الدم قالت إنه مبكر ويجب ظهور الكيس والجنين أيضا، ولكنني أخشى التأخر في ذلك وتتكرر التجربة؛ لأن إجهاضي لم يكن طبيعيا، وعانيت فيه جسديا ونفسيا بشكل كبير، وأنا قرأت أن النساء بدأوا بإبر السيولة من ثاني أو ثالث أسبوع، فلماذا رفضوا إعطائي إياها؟

أنا أخشى أن لا يصرفوا لي الإبر، وأنهم أخطؤوا بالتحاليل في روسيا، فلماذا هناك استناد على تحليلين دون انتظار نتيجة عوامل التخثر؟ قيل لي يجب أخذ الإبر وفي هذه الدولة قال لي اثنين من الدكاترة لا تأثير لهذين التحليلين بالإجهاض! أخشى أن آخذ الإبر وأنا لا أحتاجها، وأخشى أن لا يصرفوها لي وقد كنت أحتاجها ويحدث -لا سمح الله- إجهاض.

علما أن الدكتورة كتبت لي فولك أسيد، وقالت بعد أسبوع على الأقل ممكن نعمل سونارا لنتأكد من وجود الكيس والجنين بداخله، ولا أعلم وقتها هل سيصرفون لي الإبر أم لا؟

أحياناً يخطر ببالي أن أنتظر ولا آخذ الإبر في حملي هذا، فلربما يتم الحمل بقدرة الله وأكون فعلاً لم أكن أحتاج لها، ولكنني أخشى الإجهاض وآلامه وتوابعه! فما رأيكم في حالتي، وما التصرف الصحيح؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ خديجة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مدة الحمل كما هو واضح من الأرقام من (27) فبراير وحتى (18) مايو هي (50) يوما -أي (7) أسابيع-، وبداية الأسبوع الثامن، وهذا يتماشى مع السونار الذي ذكر أن عمر الجنين هو 9 أسابيع، وذلك لوجود فرق طبيعي بين العمر بالسونار والعمر الحسابي.

نسبة (D-dimer) لديك غير مرتفعة حيث أن النسبة الطبيعية تصل إلى (500 ng/ml)، والنسبة لديك هي (473) خصوصاً وأن الحمل في حد ذاته قد يؤدي إلى ارتفاع تلك النسبة، كذلك لأن الاتهاب قد يؤدي إلى رفعها عن المعدلات الطبيعية، أما نسبة (RFMK) فتعتبر نسبة مرتفعة إذا كانت النسبة المذكورة (10) صحيحة، وهي تمثل الفابرين المسؤول عن حدوث التجلط عند التعرض للنزف، وقد يكون السبب في ارتفاعها حدوث تجلط في المشيمة أثناء الحمل، وهذا هو سبب الإجهاض في الغالب.

طالما لم يحدث تجلط في الساقين أو الرئتين أو أي مكان آخر فلا داع للقلق، وإن تناول أسبرين الأطفال جرعة (100) مج كاف جدا في هذه المرحلة لمن تكون جلطات في المشيمة لحين عمل السونار والاطمئنان على الجنين والحمل في الأسبوع الرابع معناه أن الدورة الشهرية لم تنزل في موعدها، حيث يتم حساب مدة الحمل من أول يوم في الدورة السابقة للحمل، وهرمون الحمل إيجابي، وعند إعادة فحصه يتضاعف كل (48) ساعة وهذا يعطي مؤشراً جيداً على أن الجنين ينمو بشكل طبيعي.

من المهم الاستمرار في تناول حبوب فوليك أسيد؛ لأنها ضرورية لسلامة الأنبوب العصبي في المراحل الأولى من تكون الجنين، مع أهمية الراحة وعدم حمل أشياء ثقيلة، وتأجيل الجماع لحين الاطمئنان على الجنين من خلال السونار، مع أهمية متابعة الحمل عند الطبيبة المعالجة.

حفظكم الله من كل مكروه وسوء، ووفقكم لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات