الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الغيرة في الصداقة على ماذا تدل؟

السؤال

السلام عليكم.

عندي صديقة مقربة لي جداً، والحمد لله صداقتنا مستمرة منذ سنوات، ولا يوجد بيننا أي شذوذ جنسي أو شهوات، ولكن يوجد بيننا شيء أخاف أنه من المحرمات، وهو أننا نغار على بعضنا، مثلا ًإذا رأيتها مع بنت أخرى والبنت تحاول التقرب لها أغار وأخاف أن تأخذ مكاني، وهي كذلك تغار علي إذا رأتني مع بنت وتحاول أن تقترب مني، الغيرة فقط في هذا الأمر.

أنا خائفة أن تكون غيرتنا محرمة، مع أن صحبتنا صحبة صالحة، ونعين بعضنا على الطاعات وترك الذنوب، ولكننا نخشى أن تكون الغيرة التي بيننا محرمة، أفيدوني جزاكم الله خيرا.

وشكراً على جهودكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اعلمي وفقك الله أن الحب في الله والبغض في الله من أوثق عرى الإيمان، وأن أجره عظيم في الآخرة، وثماره في الدنيا كثير.

ولا بد من أن يكون هذا الحب لله وفي الله ومنضبطا بضوابط الشرع، بحيث لا ينحرف إلى التعلق المذموم الذي ظاهره حب في الله وحقيقته تعلق وعشق وغرام بين الطرفين.

وما يحدث منكما من غيرة على بعض هي إحدى صور التعلق المذموم والغيرة المذمومة، ولابد من علاج ذلك والتخلص منه حتى لا تخسرا أجر الحب في الله، وتقعا في إثم وآثار التعلق المذموم شرعا، وذلك من خلال الخطوات الآتية:

- تقوية الصلة بالله ومراقبته سبحانه، وإشغال النفس بحبه وطاعته سبحانه.
- فهم حدود الحب في الله وضوابطه والالتزام بها وعدم تجاوزها.
- تدريب النفس على ترك الغيرة من خلال: التعود على قبول صديقات جدد، وحب أخوات أخريات في الله، وعدم الاقتصار على صديقة واحدة.
- محاولة الابتعاد عن بعض فترة من الزمن، وتصبير النفس على الفراق وترك التواصل حتى تعتدل العلاقة بينكما.
- إذا اعتدلت العلاقة بينكما فاستمرا في الصحبة والصداقة، وإن لم تعتدل فالحل الأمثل هو: قطع التواصل والابتعاد عن بعض نهائيا، خشية أن يستفحل الأمر بينكما ويخرج عن طوره.

وفي ظني أن شعوركما بالمشكلة والحرص على علاجها بما ذكرنا من خطوات سيخفف المشكلة بالتدرج، وتنتهي بإذن الله طالما صداقتكما في الله وحبكما فيه في الأصل، ولكن الشيطان حريص على أن يحرفها إلى الشر، فكونا على حذر من خطواته وأساليبه.

وفقكم الله لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات