الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تدنى مستواي الدراسي ولا أستطيع الدراسة، ومستقبلي يضيع!

السؤال

السلام عليكم.
أرجوكم أريد مساعدتكم، تبقى للاختبارات أسبوع ولا أستطيع الدراسة!

منذ 3 سنوات تراجع مستواي الدراسي، حتى إن والداي لاحظوا هذا الأمر، لا أعلم لماذا؟ أحفظ وأنسى، على الرغم أني جربت جميع طرق الحفظ لكن بدون جدوى.

هذه السنة عند استماعي للقرآن والرقية الشرعية أحس بتنمل في رجلي ويدي اليسرى، أنا الآن بالمرحلة الجامعية، مستقبلي يضيع، ماذا علي أن أفعل؟

ساعدوني أرجوكم!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أختنا الكريمة-، وردا على استشارتك أقول:

إن كان هذا الأمر طرأ عليك بعد أن كنت تحفظين وكان مستواك الدراسي جيدا، فإن ثمة احتمالين لهذا التدني:

الأول: أن يكون ثمة أمر شغل بالك وشوش ذهنك، وعليه فإنه يتحتم عليك أن تتخلي عن كل ما يشوش ذهنك ويكدر نفسك لما في ذلك من التأثير على مستوى تحصيلك العلمي.

الأمر الثاني: أن تكوني قد أصبت بحسد أو غير ذلك، وتأثير هذه الأمور لا يمكن نكرانها، فالواقع أكبر شاهد على كثير من الناس حدث لهم هذا ثم لما استخدموا الرقية عادت حالتهم إلى طبيعتها.

أنصحك أن تبحثي عن راق أمين وثقة من أجل أن يشخص حالتك، وليكن ذلك بحضور والدك أو أحد محارمك، فإن تبين أنك أصبت بحسد أو غيره، فاستمري بالرقية حتى تشفي -بإذن الله تعالى-، وإن تبين سلامتك فسيكون مرد تدني مستواك إلى أمر آخر، كأن يكون الذهن مشوشا ببعض الأمور.

إن من أفضل ما يعين على التحصيل العلمي تقوى الله سبحانه، وذلك بفعل ما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر، يقول تعالى: (وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖوَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ۗوَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ).

مما يضعف الحفظ ويشوش الذهن المعاصي بمختلف أشكالها، وقد ذكر لنا الإمام الشافعي -رحمه الله- أنه شكى إلى شيخه وكيع سوء حفظه، فوجهه بترك المعاصي، وأنشد الشافعي -رحمه الله-:

شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال اعلـــــــــم بأن العلم نور ونور الله لا يؤتى لعاصي

أوصيك أن توثقي صلتك بالله تعالى، وتجتهدي في تقوية إيمانك من خلال كثرة الأعمال الصالحة، فإن الإيمان، والعمل الصالح مما ينور البصيرة، ويهدئ النفس، ويشرح الصدر، ويذهب الهموم.

الزمي الاستغفار، وأكثري من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذلك من أسباب تفريج الهموم، يقول عليه الصلاة والسلام: (مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ).

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً