الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نجحت في الهندسة بتفوق ولكني لا أمارس الهندسة

السؤال

السلام عليكم
جزاكم الله خير الجزاء على ما تقدمونه من نصائح وإرشادات.

أنا بعمر 33 عاماً، متزوج وأب ل3 بنات، تخرجت من كلية الهندسة في العام 2009م، وعملت في بلدي لمدة 6 سنوات، ثم سافرت إلى بلد عربي للعمل، والمشكلة تكمن في أنني لم أعمل في مجال الدراسة (الهندسة) طيلة هذه الفترة، وبالتالي لم أكتسب خبرة عملية، وعند سفري إلى الخارج للعمل وطلب الرزق لم أقبل في أي وظيفة في مجال الهندسة، حيث إن سوق العمل به شح في الوظائف، وغالباً لا يستقبل إلا ذوي الخبرة.

أصبت بإحباط ويأس، خصوصاً أني مضى على تخرجي 10 سنوات، وأشعر أن الوقت قد فات للتعلم، واكتساب الخبرات، وكلما نظرت إلى زملائي في الدراسة أجدهم قد بلغوا مراتب جيدة، ويعملون في وظائف مرموقة تزيد خيبة الأمل عندي، وخصوصاً أني كنت من المتفوقين في الدراسة الجامعية، ولكن لا أدري ما الذي حدث؟!

في بعض الأحيان أتخذ قراراً بالتخلص من الشهادات، ومحاولة نسيان أني درست الهندسة، وأحاول التأقلم والعمل، بغض النظر عن نوع العمل، ولكن أشعر بألم في داخلي وحسرة على السنين التي ضاعت من عمري في الحصول على الشهادة.

مع العلم أني التحقت بعدة دورات في المجال، ولكني لم أستفد منها؛ وذلك لأني لم أجد فرصة لتطبيقها عملياً، وأنا الآن أعمل في وظيفة أمين مستودع، وأشعر بالخجل عندما يعرف أي شخص من زملائي في العمل أن لدي شهادة بكلاريوس في الهندسة.

مع العلم أني أحاول جاهداً إخفاء هذا الأمر، لأني أشعر أن لسان حال الجميع يقول: (لو نجحت في الهندسة لما عملت بهذه الوظيفة)، والبعض يصفني بالفشل، فماذا أفعل؟

أرجو أن أجد الاستشارة المفيدة.

وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو شهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحباً بك أخي الكريم، ونسأل الله أن يتولاك بحفظه، ومما يمكن أن نشير عليك به.

بداية وبما أنك لديك شهادة في الهندسة، ودورات في نفس المجال عليك أن تراسل أي جهة تطلب العمل في نفس تخصصك، وتفاءل ولا تيأس.

عليك بكثرة الدعاء والتضرع إلى الله تعالى، وكثرة الاستغفار، والإكثار من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله.

حاول أن تبحث عن واسطة من زملاء أو أصدقاء تساعدك في التوظيف.

حاول حتى لا تنسى تخصصك أن تبحث عن جهة تقبل بك موظفاً لديها ولو بأجر قليل في غير دوامك الذي تعمل فيه، ولعله عندما تثبت كفاءتك لديهم يمكن تعين موظفاً رسمياً براتب حسن.

أخيراً: لعل ما حصل لك من تعثر بسبب الذنوب والخطايا فكن وقافاً عند حدود الله، متقرباً إليه بالطاعات، وقد يكون السبب أنك مصاب بمرض العين فالزم الرقية الشرعية من قراءة سورة البقرة وآية الكرسي والمعوذات ونحو ذلك.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً