الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما علاج الوسواس القهري وأحلام اليقظة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالبة جامعية أبلغ من العمر 25 سنة، أعاني من وسواس قهري مع أحلام يقظة ذات طابع وسواسي، حيث يتهيأ لي أحداثا حدثت، أو أنني قلت شيئا ويظهر في النهاية أنه خيال، لكن هذا الخيال ذو طابع وسواسي.

أعاني من قلة التركيز والسرحان والخوف والقلق، وأتجنب الحديث مع الآخرين في أموري الخاصة، بحجة أنها أسرار عائلية لا يمكن التحدث بها، كما أنني قليلة الخروج من المنزل، ولا أجد من أتحدث معه من الصديقات أو الأقرباء، وأجد صعوبة في التعامل مع الآخرين، أو فتح باب الحوار معهم، فيظنون أنني أبعد العين عن نفسي، فهل أنا مسحورة، أم مصابة بالعين أو الحسد؟

أرجو الرد، فحالتي تزداد سوءًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فكل إنسان لديه خصوصية في أفكاره، وما هو خاص من الأفكار يتحوط الإنسان ألا يطلع الآخرون عليه هذا أمر طبيعي، ولكن عند صاحب الوساوس قد يتضخم هذا المفهوم ويكون أكثر تحوطاً، لدرجة أن بعض الأفكار العادية، أو الأفكار المحايدة جداً لا يخرجها للناس، والهيمنة الوسواسية هي التي تدفع نحو ذلك، وفي حالتك قطعاً موضوع خوفك من العين هو المدعم الرئيسي لهذا المنهج من التفكير الذي تحدثت عنه.

أيتها -الفاضلة الكريمة- يجب أن تغيري مفاهيمك حول العين والحسد والسحر، هي موجودة ونحن نؤمن بذلك، لكن نؤمن أن الإنسان أكرم من كل المخلوقات، وأن الإنسان في حفظ الله وتحت رحمته، وأن المسلم لديه حلول ممتازة جداً لمواجهة هذه الظواهر، وهي أن تتحصني وتحرصي على صلاتك في وقتها، وأذكار الصباح والمساء وأذكار النوم فهي حافظة، ويجب أن تكون لديك قناعة مطلقة في هذا، أنه لن يصيبك إلا ما كتب الله لك، والورد القرآني اليومي أيضاً مهم فهو يحفظ الإنسان، واجعلي قناعاتك على هذا الأساس.

واطردي هذا الوسواس وحقريه من خلال التفكير المضاد له، ومن خلال التجاهل التام له، وحاولي أن تكوني متواصلة مع أسرتك وممن تثقين بهم من زميلاتك الطالبات في الجامعة، والتردد الوسواسي مشكلة إذا طاوعه الإنسان، فلا تطاوعي هذا النوع من التفكير، وما أسميتيه بأحلام اليقظة من وجهة نظري هي أفكار عادية جداً تأتيك، لكن تفسيرك الوسواسي لها وتحوطك الوسواسي الشديد هو الذي جعلها تكون في الحيز الفكري الخاص بك داخليا، ولا يخرج ولا يعبر عنها، هذا أمر ليس صحيح؛ لأن الإنسان قد يحتقن، والاحتقان غير جيد؛ لأنه يؤدي إلى المزيد من القلق وفقدان الفاعلية، وافتقاد الارتياح النفسي فعبري عن ذاتك حسبما هو مطلوب، وفي حدود الضوابط الاجتماعية، والضوابط الإسلامية.

نمي قدراتك، تواصلي -كما ذكرت لك-؛ لأن التواصل الاجتماعي، وبناء نسيج اجتماعي طيب أمر جيد جداً، تحيني الفرص التي يطلب منك فيها تقديم برزنتيشن مثلاً في الجامعة، تحيني هذه الفرص لأن تكوني معبرة عما بداخلك، هذا أيضاً فيه نوع من المتنفس، طبقي بعض التمارين الاسترخائية، إسلام ويب لديها استشارة رقمها 2136015 أوضحنا فيها كيفية تطبيق وممارسة هذه التمارين، فأرجو أن ترجعي لهذه الاستشارة وتستفيدي منها.

مارسي بعض التمارين الرياضية، نظمي وقتك، هذه الأسس العلاجية الرئيسية، وقطعاً تناول أحد مضادات الوسوسة من الأدوية سوف يفيدك، عقار بروزاك والذي يسمى فلوكستين على وجه الخصوص أراه جيدا ومفيدا في حالتك، الجرعة المطلوبة هي كبسولة واحدة يومياً لمدة شهر، ثم كبسولتين يومياً لمدة شهرين، ثم كبسولة واحدة يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء، الدواء سليم وفاعل وممتاز.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً