الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معاناتي من الاكتئاب والقلق سببت لي مشاكل صحية ونفسية كثيرة

السؤال

السلام عليكم

شكر وتقدير للدكتور محمد عبد العليم، ربنا يبارك في عمرك.

أعاني من القلق الشديد والهلع الشديد، مما أثر على حياتي كاملة، وأشعر بأعراض جسدية شديدة واكتىاب شديد، وتشويش الأفكار وتطايرها، وانعدام التلذذ بالأشياء، جربت مضادات اكتىاب كثيرة ولكن أعراضها مزعجة، وأثرت على الجنس عندي مما تسبب لي في الطلاق.

القلق والتوتر يسيطران علي فكريا وجسديا، وأحيانا دقات قلبي تكون سريعة، وأشعر بهبوط في القلب، علما أنني أجريت الفحوصات كلها، وكنت سليما عضويا وجنسيا، لكن حياتي الآن مدمرة، الخوف الشديد والتوتر والقلق تظهر على ملامحي طوال اليوم، مضادات الاكتئاب زادت (البرولاكتين) عندي، عدم اهتمامي بمظهري، ولا الاستحمام، ولا أي شيء.

جربت لسترال، سيروكسات، فافرين، الإيرانية، وعندما أتناولها يحصل هيجان واندفاعية واتخاذ قرارات سريعة بدون تفكير، أتناول الآن أميبريد 50، آخذ قرصا صباحا ومساء للتوتر والقلق، ولدي قلق توقعي، ومسافر للعمل في السعودية، وأخاف أن أفشل بسب هذا القلق والتوتر والاكتئاب، والحالة هذه منذ عام 2011 إلى الآن ولم أنتج في الحياة.

أخشى من مضادات الاكتئاب أن تضعف القدرة الجنسية عندي وأطلق مره أخرى، ونوبات الهلع عندي قاتلة يا دكتور، آخر مرة ذهبت لدكتور كتب لي فيلازودون 40 لأنه لا يؤثر على الجنس، أخذته ثلاثة أيام وأوقفته لأن أعراضه الجانبية صعبة، ولم أحتمله، والأميبريد خفف القلق والتوتر بنسبة 30%.

ما هو تشخيص حالتي، وما العلاج؟ وما رأيك بدواء فلونكسول للقلق والتوتر، هل يمكن أن أستفيد من العلاج وأرجع لحياتي التي أفتقدها، وهل ضعف الانتصاب من المرض أم من الأدوية؟ وهل ضعف الثقة بالنفس سيعاودني بقوة الثقة بالنفس؟

ولك جزيل الشكر، ويجعل مثواك الجنة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هشام حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

معظم الأعراض التي ذكرتها هي أعراض قلق وتوتر، وإن كان هناك بعض أعراض الاكتئاب ولكنها ليست كثيرة، الغالب في أعراضك هي أعراض قلق وتوتر -أخي الكريم- والقلق طبعًا إذا استمرَّ ولم يُعالَج قد يُحدثُ نوعًا من الاكتئاب، والاكتئاب النفسي أيضًا تُوجد به أعراض قلق وتوتر، فدائمًا (أحيانًا) نجد مزيجًا من أعراض القلق والتوتر عند الأشخاص، ولكن نُشخِّص بغالب الأعراض، فغالب الأعراض عندك هي أعراض قلق وتوتر.

أما بخصوص الأدوية: طبعًا أنا أتفق معك في أن كثير من أدوية الاكتئاب النفسي لها مشاكل وآثار جانبية فيما يخصّ الجنس، ولكنها لا تزيد البرولاكتين، أنا أعتقد أن زيادة البرولاكتين هي ناتجة من الإميبراميد، وهو في الأساس مضاد للذهان، ولكن بجرعة صغيرة يُستعمل كمضاد للقلق، ولكنه ليس مضادًا للاكتئاب النفسي.

فعلاً أنت ذهابٌ للسعودية تحتاج إلى علاج، ولعلَّ مضاد الاكتئاب (ويلبيوترين) هو لا يؤثّر على المشاكل الجنسية، وسيساعدك في موضوع القلق والتوتر، والفلوناكسول هو مفيد للقلق ومفيد للاكتئاب البسيط، ولا مشكلة في استعماله.

عدم الانتصاب (المشاكل الجنسية وضعف الانتصاب): الاكتئاب النفسي يُسبب هذا، والقلق بدرجة أقل، وقد يكون من الآثار الجانبية، وطبعًا يمكن التفريق بين ذلك بأخذ تاريخ مرضي مفصل، إذا كان مشاكل الانتصاب موجودة قبل تعاطي الدواء، فهذا يعني أنه من المرض، أمَّا إذا حصل ذلك بعد تناول الأدوية فهذا يمكن أن يكون آثار جانبية للدواء، وضعف الثقة في النفس سوف يعود، كلَّما تحسَّنت الأعراض وتحسَّن أدائك في الحياة فثقتك في نفسك تعود بالتدريج.

الشيء الآخر الذي أحب أن أرشدك إليه هو العلاج النفسي، يا حبذا لو بدأت علاجًا نفسيًا وأخذت إرشادات من معالج نفسي قبل أن تُسافر للسعودية فهذا سوف يساعدك كثيرًا في التغلب على القلق والتوتر، وبالذات أنت مُقبل على سفر والهجرة خارج بلدك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً