الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أثق بنفسي وأتخلص من حالة الاكتئاب التي أعاني منها؟

السؤال

السلام عليكم.

الدكاترة النفسيون الأفاضل، إليكم حالتي أرجو من الله ثم منكم الحل: ضعف بالتركيز، وتشتت بالانتباه، وصعوبة في صياغة التعبير والتعبير عن النفس، وبرود في المشاعر، وضعف تقدير الذات، وصعوبة بالحفظ والاستذكار، وضيقة، ورغبة بالنوم والاستلقاء دائما، ولا يوجد تلذذ بالحياة فكل شيء يبدو لي رماديا، أشعر بضباب يحوم برأسي يحجب عني التفكير والتركيز، ورغبة بالانعزال، ولا أريد التحدث مع أي شخص.

أعتقد أن أخطاء الماضي هي السبب في دخولي في الحالة الاكتئابية، وضعف تقدير الذات المستمر منذ أن عرفت نفسي.

حالتي بشكل عام كما ذكرت مسبقاً يتخللها بين كل شهر تقريباً أعود بشكل طبيعي دون أي مشاكل راحة نفسية، وتكون ثقتي بنفسي طبيعية، ولا أشعر بدونية أو ضعف في تقدير الذات متقبلاً لذاتي ولأخطاء الماضي، وأعطي نفسي الثقة والهدوء والسلام الداخلي، وهذه هي الحالة التي أمر بها وأنا أكتب الاستشارة لكم الآن.

وتزول معظم أعراض الاكتئاب التي ذكرتها لدرجة أنني لا زلت أشك أنني طبيعي، وهذه مجرد تقلبات في المزاج التي هي جزء من شخصيتي، وأن طبعي الغالب هو أن أكون مكتئبا مملا عديم الثقة بالنفس، أما الطبع الآخر الذي أكون فيه طبيعياً ومرتاحاً وواثقاً هو لا يعبر عن شخصيتي إذ أنه لا يستمر لأكثر من أسبوع.

أفيدوني هل هذا اضطراب واكتئاب حقيقي يستوجب العلاج، أم هو جزء من شخصيتي؟ وإن كان كذلك أفيدوني بالعلاج لو تكرمتم.

لا أستطيع أبداً الذهاب لطبيب أو معالج نفسي بأي حال من الأحوال إطلاقاً، استشارتي ومراجعتي من خلالكم فقط، أرجو تفهم هذا من قبلكم.

شاكرا ومقدرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أكثر الأعراض التي ذكرتها هي أعراض اكتئاب نفسي يا أخي الكريم، وإن كانت هناك بعض الأشياء قد تكون من أنماط الشخصية مثل: عدم الثقة وهذه الأشياء، ولكن أهم شيء أن معظم هذه الأعراض التي ذكرتها يا أخي الكريم هي أعراض اكتئاب نفسي واضحة.

والاكتئاب النفسي يشخص بوجود هذه الأعراض يومياً لفترة تزيد عن أسبوعين، وأحياناً قد يمر الشخص بأوقات تختفي فيها هذه الأعراض ويشعر بتحسن، ولكن الحكم بغالب الأيام وطالما غالب الأيام توجد فيها هذه الأعراض فهذا يعني أنك تعاني من اكتئاب نفسي يا أخي الكريم، وبغض النظر عن أي أشياء في الشخصية فهذه أعراض اكتئاب نفسي ويجب علاجها.

وعلاجها بمضادات الاكتئاب، وفي مثل سنك أحسن مضاد للاكتئاب هو الفلوكستين، فلوكستين 20 مليجرام حبة أو كبسولة يومياً بعد الأكل في الصباح، وتحتاج إلى فترة من الوقت حتى تظهر آثارها، تحتاج إلى 6 أسابيع إلى شهرين وبعد أن تتحسن يا أخي الكريم وتزول هذه الأعراض يجب أن تستمر في هذا العلاج لفترة لا تقل عن 6 أشهر، ثم بعد ذلك يمكن التوقف عنه بدون تدرج.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً