أعاني من رعشة في القدمين واليدين في حالات معينة، فما تشخيص حالتي؟

2014-03-30 01:47:05 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..

أولا: أهنئكم على هذا الموقع الأكثر من رائع، وبارك الله تعالى في كل من قام على هذا العمل الجميل، وكل من ساعد فيه ولو بأمنية خير.

ثانيا: أود أن أستشيركم استشارة طبية في غاية الأهمية بالنسبة لي وهي: أعاني من رعشة في القدمين، وخاصة في الركب، وفي اليدين وخاصة الأصابع والكف، وازدياد سرعة ضربات القلب.

وتحدث هذه الحالة لي في عدة أوقات، منها أو أهمها:
1- عندما أبذل مجهودا كبيرا في رفع أو حمل أوزان ثقيلة.
2- أثناء عمل بعض التمارين الرياضية الصعبة.
3- عند بداية حدوث "شجار" عراك -لا قدر الله-، مع العلم أني لا أكون خائفا مطلقا من الشخص المقابل لي، بل على العكس هو من يكون خائفا مني؛ بسبب قوتي البدنية الواضحة -بفضل الله عز وجل-، وأيضا أنا أثق بنفسي كثيرا، ولا أعلم لماذا تصيبني هذه الحالة عند بداية الدخول في "شجار"؟

4- عند حدوث أمر فجائي مقلق مثلا: منذ يوم صرخت أمي فجأة بأن أخاكم يموت، وكان بالفعل أخي الرضيع قد تعرض للشرغة (أي لا يستطيع أخذ نفسه كاملا)، عندما سمعت صوت أمي ارتبكت كثيرا، وأصبحت لا أستطيع الوقوف على قدمي بسبب الرعشة.

5- عندما أكون في وضع توتر ولو كان تافها، مثلا: عندما ألعب بلايستيشن وأقترب من المرمى أصاب بزيادة ضربات القلب، وعند انتهاء المباراة أشعر بأني لا أستطيع الوقوف على قدمي أيضا.

6- عندما أحتضن أو أمسك يد حبيبتي، مع العلم أني أثق بنفسي كثيرا ولا أكون خائفا من أي شيء، وأعلم جيدا أن لي حدودا لا أتخطاها، وهل إمساكي ليد حبيبتي أو احتضانها حرام؟

مع العلم أني -أقسم بالله- لا تكون نيتي إلا خيرا، وأنا ناوٍ على الزواج بها وأحبها كثيرا، وإن شاء الله لن أتزوج غيرها، وهي أيضا تعدني بذلك، ولكن لا أعلم هل حرام ما سبق ذكره أم لا؟ وأيضا هل الحديث معها في الهاتف حرام، مع العلم أننا لا نتحدث في أمور خارجة (مخلة)؟

هذه هي أهم الأوقات التي تحدث لي الرعشة فيها، وأرجو المساعدة فهذا الأمر يقلقني ويسبب لي الكثير من الحزن عند حدوثه، لذا أرجو مساعدتي، وجزاكم الله كل خير.

ملاحظة: اسمي محمد - عمري 18 سنة - طويل القامة 180 تقريبا -وزني 78 كجم، هذه معلومات قد تفيدكم في تشخيص حالتي.

شكرا لكم جزيل الشكر، وأتمنى من الله عز وجل أن تفيدوني، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كما تلاحظ - أيها الفاضل الكريم -: أن الرعشة التي تحدث لك في القدمين، وخاصة في الركبة، وفي اليدين، وخاصة الأصابع، وزيادة ضربات القلب؛ كلها مرتبطة بحالات انفعالية، إما أن تكون انفعالات نفسيًا، أو يكون هنالك جهد جسدي زائد.

إذًا هي نوع من الاستجابة الفسيولوجية التلقائية للحالات الانفعالية - جسدية كانت أو نفسية - والذي يحدث أن هناك مادة تسمى بالأدرينالين تُفرز بكمية أكبر عند بداية هذه التفاعلات مما يؤدي إلى التغيرات الجسدية، خاصة الرعشة التي تحدثت عنها.

الأدرينالين مهمته أنه يحضِّر الجسم، ويجعل القلب يضخ الدم بصورة أكبر وأسرع لتحصل استفاضة من الأكسجين للجسم، مما يؤدي إلى تحسن في الأداء الجسدي والنفسي، لكن هذا قد ينعكس سلبًا حين يكون إفراز الأدرينالين أكثر مما يجب.

فإذًا الحالة هي حالة فسيولوجية نفسية عادية جدًّا، تحدث لكثير من الشباب، وتختفي وتنتهي تلقائيا.

العلاج:
أولا: أن تقتنع بما ذكرته لك.
ثانيًا: تُكثر من تمارين الاسترخاء، ولدينا استشارة برقم: (2136015) أرجو أن ترجع إليها وتطلع على تفاصيلها وتطبقها، ومن المهم جدًّا أن تعلم نفسك كيف تستبدل الفكرة السلبية بفكرة إيجابية أخرى.

لا أعتقد أنك محتاج لعلاج دوائي في هذه الحالة، إلا إذا تطورت الأمور وأصبحت لا تُحتمل، فهنا اذهب إلى الطبيب وسوف يصف لك بعض مضادات القلق البسيطة.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرًا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة د. محمد عبد العليم استشاري أول الطبي النفسي وطب الإدمان
وتليها إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مرحبًا بك - أيها الولد الحبيب - في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى لك العافية، وأن يصرف عنك كل مكروه، وأن يهدينا وإياك لأقوم سبيل.

نود أن ننبهك - أيها الحبيب - من الناحية الشرعية إلى ما سألت عنه من علاقتك بهذه الفتاة التي سميتها (حبيبتك) فنقول - أيها الحبيب -: ينبغي أن تعلم علمًا يقينيًا أن سعادتك النفسية وأن صحتك واستقامة أحوالك؛ كل ذلك رهنٌ لطاعتك لله تعالى ووقوفك عند حدوده، واستقامتك على شرعه، فإن الإيمان والعمل الصالح هما الوسيلة النافعة لتحصيل السعادة والحياة المطمئنة، كما قال الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم: {من عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة}.

والمعصية - أيها الولد الحبيب - هي باب الهم والقلق، وهي سبب لنزول العقوبات الإلهية بالإنسان، ومن ثم فهي الوسيلة الأكيدة لتدمير حياة الإنسان وتدمير مستقبله.

ولذا فالنصيحة المبذولة لك - وهي نصيحة من يُحب لك الخير ويتمنى لك السعادة -: أن تحرص غاية الحرص على معرفة حدود الله تعالى، وأن تقف عندها، ونحن نشكر لك صراحتك وصدقك في وصف حالتك وبيان ما تفعله لتعرف مدى مشروعيته من عدمها، وهذا فيما نظنه بوّابة الخير إن شاء الله تعالى التي ستدعوك -إذا عرفتَ الحكم الشرعي- إلى التغيير والتبديل، ومن ثم ستتغير حياتك بإذن الله.

اعلم - أيها الحبيب -: أن العلاقات بين الشباب والشابات خطوة عظيمة من خطوات الشيطان، يحاول الشيطان من خلالها أن يجر الشخص إلى ما لا تُحمد عاقبته، وقد حذرنا الله تعالى في كتابه الكريم من اتباع هذه الخطوات، فقال جل شأنه: {يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان}، والنظرة سهم من سهام إبليس، وما كان فوق النظرة فهو أشد ضررًا، فالواجب على المسلم أن يغض بصره عمَّا حرم الله تعالى عليه، امتثالاً لقول الله تعالى: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم}.

ويجب على المسلم أن يمتنع عن الحديث مع المرأة الأجنبية بحديث لا تدعو إليه الحاجة، ولا ينضبط بالضوابط الشرعية، فقد قال الله تعالى موجهًا أطهر النساء من هذه الأمة - وهنَّ زوجات النبي صلى الله عليه وسلم - قال تعالى: {فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض}.

فكلام المرأة مع الرجل باب يدخل منه مرض القلب، وتفسد معه الأحوال، فامتنع عن ذلك، إلا إذا كان ثمَّ حاجة، وكان الكلام خالصًا صافيًا من أسباب الإثارة، ولهذا أفتى الفقهاء بحرمة ابتداء المرأة الأجنبية السلام على الرجل الأجنبي، فإذا كان هذا في السلام فكيف بما دون السلام.

يجب على المسلم أن يجتنب مسّ المرأة الأجنبية، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لأن يُطعن أحدكم بمخيط من حديد في رأسه خير له أن يمسّ امرأة لا تحل له) أو كما قال عليه الصلاة والسلام.

كل ذلك يُبيِّن لك - أيها الحبيب - بأن ما تقع فيه مع هذه الفتاة فيه تجاوز لحدود الله وارتكاب لما حرم الله، والواجب عليك أن تقطع هذه العلاقة وأن تتوب إلى الله تعالى مما سلف، فإذا أردت الزواج من هذه الفتاة اخطبها من أهلها، واعقد عليها.

نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يوفقك لكل خير.

www.islamweb.net