أحبها وأحب أخلاقها وأهلها ولكنها ليست جميلة.. هل أتقدم لها؟

2014-04-20 01:40:51 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

والدتي وأخواتي يريدون مني أن أتزوج من إحدى قريباتي، واكتشفت أيضاً أن والدها ووالدتها يرغبون بي زوجاً لابنتهم، وهي كذلك علمت أنها تفكر بي وتريدني زوجاً، وأنا كذلك أحبها، وأحب أخلاقها، وأهلها، وصفاتها التي أسمع عنها ومرتاح لحبها لي، ولكن المشكلة الوحيدة أنها غير جميلة، هي أقل القريبات والجيران جمالاً حسب ما أسمع.

المشكلة -يا دكتور- أننا في زمن الفتن، وأنا أرغب إذا تزوجت أن تقيني زوجتي شر الفتن، فأخاف اذا لم تكن جميلة ألا أرتاح معها، فماذا تنصحوني به يا دكتور؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Medo حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك أيها الابن الكريم في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على كل أمرٍ يُرضيه، ونحن سعداء باهتمام الأهل من كل الأطراف بأمر زواجك من تلك الفتاة وبأمرك، وهذا دليل على أنك شخص مهم بين أهلك وجيرانك وأسرتك، نسأل الله أن يديم علينا وعليك الفضل، وكذلك نحن سعداء بالثناء العاطر الذي انهال على تلك الفتاة التي يريدونها زوجة لك في مستقبل أيامك، وظهر لنا من خلال هذا الكلام أنك لم تنظر إليها وأنك تبني على الكلام الذي قالوه.

ومن هنا فنحن ننصح بمحاولة النظرة الشرعية، محاولة النظر إليها؛ لأن الحكم سيتغير بعد ذلك، فإن الإسلام اهتم بمسألة النظرة الشرعية؛ لأنه بعدها يحصل الانشراح والارتياح.

أما إذا كنت قد نظرت إليها ولم تر فيها الجمال، ولم تر فيها ما يُعجبك، ولم تر فيها ما يُسعدك، فلا نؤيد فكرة الاستعجال، ولكننا ندعوك إلى تذكر الإيجابيات، وتذكر أنه لا توجد امرأة بلا عيوب، كما أنك كرجل لست خاليًا من النقائص، ومن العيوب، ولذلك الإنسان ينبغي أن يسدد ويقارب، وقد يقدم بعض التنازلات في سبيل الدين، فإن الدين هو أول مطلوب، ولا قيمة للجمال، ولا للحسب، ولا للمال، ولا للنسب إذا كان بلا دين ولا خلق.

ولذلك نتمنى أن تنظر للموضوع من كافة الزوايا، من كافة الجوانب، ونؤكد على مسألة محاولة النظر إليها؛ لأن الناس ينظرون بأعينهم وأنت تنظر بعينك، ولكل منهم نظرته، والنظرات تختلف من إنسان إلى آخر، فإذا قالوا ليست جميلة فقد تراها أنت جميلة، أو قال الناس ليست جميلة قد تراها أنت بغير ذلك، ولولا اختلاف وجهات النظر لبارت السلع.

نسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، ونذكر بأن قرار الزواج بيد الشاب والفتاة، فعليك أن تُحسن التعامل، واعلم أن القرار الصحيح يرتكز على قواعد متينة، ينظر فيه صاحبه قبل اتخاذ القرار إلى كافة الجوانب، ثم بعد ذلك يُحدد ما يريد، واعلم أن هذه الأمور لا تصلح فيها المجاملات، وعلى الإنسان أن يستخير ويستشير، وها أنت قد استشرت، فعليك أن تستخير الله وتتوكل عليه، وتستعين به، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، وأن يكتب لك التوفيق والسداد والهداية.

www.islamweb.net