ما العلاج المناسب لبطانة الرحم الضعيفة؟ وما هي وسائل تفادي الإجهاض؟

2015-01-01 01:52:20 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا سيدة عمرة 22 سنة، متزوجة منذ أربعة أشهر، حدث الحمل في أول الزواج، ولكن بسبب النزيف نزل الحمل بعد خمسة أسابيع، واستمر نزول الدم أكثر من ثلاثة أسابيع.

الإجهاض كان يوم 30/10/2014م، والدورة التي بعده تأخرت، وذهبت إلى الطبيبة، وأعطتني دواء لتنزيل الدورة، ودواء لعلاج هرمون الحليب، ونزلت الدورة يوم 16/12، وبعد 13 يوماً نزل دم آخر، فما هو سبب نزول هذا الدم؟ علماً أنني في أيام التبويض.

راجعت الطبيبة، وعملت سوناراً للمهبل، وأخبرتني أن بطانة الرحم ضعيفة، وأنني لا أعاني من شيء آخر يقلقني، وتوجد بويضة لم تخرج بعد، وغالباً لن يحدث الحمل هذا الشهر، وأعطتني الدوفاستون ودافلون 500؛ لوقف النزيف.

هل حالتي طبيعية أم لا؟ وهل الدوفاستون يعالج بطانة الرحم الضعيفة؟ وهل هي سبب في نزول الحمل الأول الذي لم يكمل خمسة أسابيع؟ وهل سيحدث حمل آخر؟ أم الإجهاض الأول وبطانة الرحم الضعيفة ستؤثر علي سلباً؟ أرجو الرد السريع؛ لأنني قلقة، وأريد أن أعرف كم المدة المناسبة لأخذ الدافلون؟ آسفة على الإطالة، وشكراً.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حبيبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كثيرا ما تعتبر الأخوات السائلات أن تأخر الدورة الشهرية أسبوعا أو أسبوعين عن موعد نزولها يعد حملاً، دون التأكد من ذلك عن طريق إجراء اختبار حمل رقمي hCG، وإعادة ذلك الاختبار بعد 48 ساعة للتأكد، حيث أن الرقم أو النتيجة في حالة الحمل الإيجابي تزيد إلى الضعف، ولا يرتفع هرمون الحليب ارتفاعا كبيرا في حمل 5 أسابيع، بل الارتفاع له علاقة بتأخر الدورة، نتيجة تكيس المبايض وليس بسبب الحمل.

ولا نؤكد هذا الكلام تاكيدا كاملا، بل قد يحدث حمل نتيجة تخصيب بويضة ضعيفة، أو بسبب ضعف بطانة الرحم، وتصبح غير مناسبة لتعشيش البويضة المخصبة، ويصبح الجنين المتكون غير قابل للحياة، ويموت بعد ذلك، وهذا أيضا احتمال قائم.

والخلل في الدورة الشهرية يحدث بسبب ضعف في بطانة الرحم، أو زيادة في سماكتها، نتيجة لضعف التبويض، ويصبح هرمون الإستروجين هو المسيطر على الدورة الشهرية، وبالتالي لا يتم بناء بطانة الرحم جيداً، وتزيد سماكتها على حساب تكون الأنسجة الطبيعية للبطانة؛ نتيجة لنقص الهرمون الثاني المهم، وهو هرمون البروجيستيرون، وبالتالي تأتي الدورة الشهرية غزيرة أحيانا، وتطول مدة نزولها، أو يحدث تنقيط، أو نزول إفرازات بنية، حسب حالة الخلل الحادث.

كذلك فإن زيادة نشاط الغدة الدرقية أو الكسل في نشاطها، يؤدي إلى تلك الأعراض، ولذلك يجب فحص صورة دم CBC، وفحص هرمونات الغدة الدرقية TSH-- FreeT4، والاستمرار في تناول دواء هرمون الحليب، وعمل سونار على الرحم والمبايض، وأخذ العلاج المناسب حسب التحليل والأشعة.

ولإعادة تنظيم الدورة يجب الصبر قليلا، وتناول حبوب منع الحمل -الهرمونات- كليمن أو ياسمين لمدة 3 شهور، شريطاً كاملاً 21 يوماً، والتوقف حتى تنزل الدورة الشهرية، ثم الشريط الذي يليه، ثم تناول حبوب دوفاستون، وهي هرمون بروجيستيرون صناعي، تساعد في إعادة بناء بطانة الرحم الضعيفة، وتساعد في تثبيت الحمل في حالة حدوثه، ولا تمنع التبويض، ولا تمنع الحمل، وجرعتها 10 مج، تؤخذ قرصاً واحداً مرتان في اليوم، من اليوم 16 من بداية الدورة حتى اليوم 26 من بدايتها، وذلك لعدة شهور أخرى، حتى تنتظم الدورة الشهرية.

والأهم هو علاج السبب، من خلال السيطرة على الوزن، وذلك عن طريق حمية غذائية، ومن خلال ممارسة الرياضة؛ لأن السمنة والوزن الزائد يعتبران السبب الرئيسي في هذا الخلل، وعدم انتظام الدورة الشهرية، ويمكنك تناول حبوب جلوكوفاج 500 ثلاث مرات بعد الأكل؛ لتنظيم عمل هرمون الأنسولين، والمساعدة في علاج التكيس، والمساعدة في الحمية، ولتنظيم الدورة الشهرية، ومع تنظيم الدورة عن طريق العلاج والحمية، سوف تختفي الآلام، ويختفي معها القيء والغثيان -إن شاء الله-.

مع الاهتمام بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، مع تناول أعشاب البردقوش والميرمية، وهناك أيضا حليب الصويا أو كبسولات فيتو صويا، ولكل ذلك بعض الخصائص الهرمونية التي تساعد في علاج التكيس، وتحسين التبويض، والتركيز في كل تلك الفترة على الجماع في الأسبوع الأوسط من الدورة، حيث أن الأسبوع الأول بعد الغسل والأسبوع الأخير قبل الدورة الشهرية الجديدة، لا يحدث فيهما حمل.

ولتقوية الدم هناك الكثير من الكبسولات التي تحتوي على تلك الفيتامينات، منه Materna أو meniravit، وغير ذلك كثير، ويجب أخذ حقنة فيتامين د 600000 وحدة دولية في العضل، لأنها ضرورية لتقوية العظام، وترسب الكالسيوم فيها، وفي حالة عدم توفرها، أو عدم الرغبة في ذلك، يمكنك أخذ كبسولات فيتامين (د) 50000 وحدة دولية، كل أسبوع كبسولة واحدة، لمدة 4 شهور، مع التعود على شرب الحليب -كلما أمكن ذلك-، مع التغذية الجيدة، ولا قلق -إن شاء الله-.

حفظك الله من كل مكروه سوء، ووفقك لما فيه الخير.

www.islamweb.net