هل لي أن أفسخ خطوبة قريبتي بعد 5 سنوات من الانتظار بسبب عدم تدينها؟
2015-08-24 05:33:11 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب بعمر 25 سنة، قبل 5 سنوات أشار علي والدي بأن أختار فتاة من أهلي، فاخترت بنت ولد عمي، وخطبها لي والدي -أي مجرد كلام بأن نخطب ابنتكم- وحينها لم أكن ملتزمًا، ولم أكن أواظب على صلواتي، ولم يكن لدي أي علم بالدين إﻻ قليلاً جدًا.
الحمد لله -بفضل ربي- الذي هداني إليه والتزمت، وبدأت مشوار طلب العلم الشرعي، والآن يراودني تفكير في أن هذه الفتاة قد ﻻ تناسبني، وقد تكون أفكارها وطبعها مختلفة عني، وأنا أريد فتاة ملتزمة تعينني في العبادة، وتذكرني بتقصيري في عباداتي.
علمًا بأني وقت خطبتها كانت أفكاري مختلفة تمامًا مقابل أفكاري الآن، علما بأنها ليست في البلاد الذي أنا فيه، فهي في دولة ثانية، وطبعًا بلدهم ﻻ يلتزمون بأمور الدين إنما يعيشون حياة عادية، وهي ليست ملتزمة.
تشاورت مع أهلي بهذا الخصوص، فأجابوني أنك بعد الزواج ستأتي بها لهذا البلد، ويمكن أن تتغير وتبدأ بالالتزام.
أريد رأيكم ماذا أفعل حتى ﻻ أقع في المشاكل؟ هل أتزوجها وآمل بأنها ستلتزم وتعينني على الطاعة أم أفسخ الخطبة؟ وهل يحق لي أن أفسخ الخطبة بحال لو عرفت أنها ﻻ تناسبني؟ وإن فسخت الخطبة قد تقول لي بأنها لن تسامحني؛ ﻷني فسخت الخطبة بعد 5 سنوات، وهي تحبني، وطوال مدة 5 سنوات لم أكلمها إﻻ قليلا جدًا، ولم أحسسها أبدًا بأني أحبها، هل أكون مذنبًا بحقها؟ وهذا ما يقلقني كثيرًا.
حتمًا أهلها سيلومونني، ولن يكلموا أهلي في حال لو فسخت الخطبة، فهل أكون قاطعًا للرحم؟
إذا أردت أن أعرف التزام شخص، هل هو حقيقي ينبع من قلبه خوفًا من ربه أم هو التزام ظاهري ليجامل الناس، كيف ذاك؟
وجزاكم الله أحسن الجزاء.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ شفيع حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابننا الكريم- في موقعك ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونهنئك على الالتزام، ونسأل الله أن يثبتنا وإياك على الدوام، وأن يقر عينك بها، وأن يجعلها عونًا لك على التمسك بالإسلام، وأن يجعلك عونًا لها على الالتزام.
لا نؤيد فكرة ترك الفتاة، ونؤكد لك أن الزوجة تتأثر بزوجها جدًا، ونتمنى أن تحرص على إصلاحها، ونبشرك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( لئن يهدي الله بك رجلا واحدًا - أو امرأة - خير لكم من حمر النعم )، فكيف إذا كانت من الأرحام وكانت زوجة لك.
إذا تزوجتها وسعيت في هدايتها ربحت الدنيا والآخرة، وكنت سببًا في تماسك الأسرة وإسعاد الأهل، وأسأل الذي هداك أن يهديها، وأن يحبب إليها الإيمان.
قد أسعدتنا مشاعرك تجاهها وأفرحتنا مشاورتك للأهل، ونحيي شعورك الحي، والمؤمن يحب للناس ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لنفسه، ولا يوجد إنسان يقبل حبس بنته أو أخته 5 سنوات، ثم يخرج من حياتها، ولا يخفى على أمثالك أن الفتاة تتضرر جدًا من تركها بعد خطبتها، وقد يساء بها الظن، والأخطر من ذلك هو التقدم في العمر، وضياع الفرص عليها، وكل الشباب يبتعدون عن الفتاة إذا علموا أن هناك من تكلم في شأنها.
هذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بضرورة الاهتمام بكل ما يصلح الأهل، ويبقي صلة الرحم، والمتدين الحق مصدر حب وخير لأهله وأرحامه، والسعي في هداية الأرحام من صلتهم، وهي من أول وأولى حلقات الدعوة إلى الله، وقد قال الله لنبيه: { وأنذر عشيرتك الأقربين }.
نشكر لك التواصل مع موقعك، ونفرح بدوام التواصل، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.