أنا سعيد مع زوجتي لكنها لا تنجب.. هل أطلقها أم أتزوج بأخرى؟

2016-05-23 05:36:26 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا متزوج منذ 6 سنوات من زوجتي التي أحبها، وأيضا هي تحبني كذلك، وليس بيننا أي مشاكل -ولله الحمد- إلا أنها لم تنجب إلى الآن رغم المراجعات الكثيرة للمستشفيات، وأيضًا الطب الشعبي، لكن إرادة الله حالت دون ذلك.

لدي حب شديد للأطفال، وأمنيتي أن يرزقني الله بالذرية الصالحة لكي يكونوا عونًا لي في كبري إذا أمد الله في أعمارنا على طاعته.

فكرت في أن أتزوج بأخرى، لكن الحالة المادية لا تسمح بأن أفتح بيتين في وقت واحد، وراتبي محدود، ولن أتمكن من استئجار شقة ثانية وتلبية احتياجاتهم اليومية.

أنا في حيرة شديدة من أمري، بين أن أطلق زوجتي وأتزوج لكي أنجب الأطفال، أو أستمر مع زوجتي رغم ضعف فرص الحمل كما أبلغنا الدكاترة، وأخاف أن تذهب السنين، وأنا وحيد دون أطفال أفرح بوجودهم حولي.

وشكرًا.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ naif mohd حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالذرية رزق من الله تعالى يهبها لمن يشاء ويمنعها من يشاء كما قال سبحانه: {يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا ۖ وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ}، وله في ذلك الحكمة البالغة، وقد يكون الخلل في الزوج، وقد يكون في الزوجة وهذا سائر وفق قضاء الله وقدره، وقد ينتفع المصاب بالعلاج، وقد لا ينتفع فما أنزل الله من داء إلا وأنزل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله.

بما أنك وزوجتك في محبة وتفاهم، فهذه نعمة من الله تعالى عليك، ولا ذنب لزوجتك في موضوع الحمل، وعليك أن تصبر عليها وتتمسك بها وتبقيها زوجة لك فلعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا، ولا مانع أن تبدأ من الآن في ترتيب وضعك كي تتزوج بثانية، ولا تتهيب من أمر الرزق فهو بيد الله تعالى، وما عليك إلا بذل السبب، وصدق الله إذ قال: {وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ۚ كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ}، ويقول سبحانه: {وَأَنكِحُوا الْأَيَامَىٰ مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ ۚ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}.

الزوجة الثانية ستأتي وسيأتي معها رزقها، ولعل الله يفتح عليك بسبب إبقائك لزوجتك الأولى في عصمتك، وستجدها بإذن الله تعالى متفهمة للوضع قابلة بزواجك بثانية، وهذا من باب العمل بالأسباب وإلا فما يدرينا هل تحمل زوجتك الثانية أم لا، كل ذلك بتقدير الله تعالى، ولك أن تتصور أن الخلل كان فيك فماذا كنت صانعًا في هذه الحال وكيف سيكون موقف زوجتك في تصوري أنها ستصبر عليك طالما، وهي تحبك فالحياة يمكن أن تكون سعيدة بدون أطفال.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله تعالى، وتوثيق الصلة به مع التضرع بين يدي الله تعالى بالدعاء أن يرزقك الذرية الصالحة، وأن يوسع لك في رزقك، أسأل الله تعالى أن يعطيك من الخير ما تتمنى، وأن يصرف عنك الشر كله، إنه سميع مجيب.

www.islamweb.net