أعاني من تفكير مفرط في الأمراض وأخاف من الموت

2018-10-14 09:53:01 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أنا فتاة أبلغ من العمر 20 سنة، منذ مدة أصبحت أعاني من تفكير مفرط في الأمراض، حيث أني لا أنفك عن التردد على الانترنيت للبحث عن مرض ما، كلما شعرت بألم في منطقة ما من جسمي.

أعاني كثيراً من الخوف من الموت ومن المرض، وفعلاً أشعر بآلام في جسدي.

زرت الكثير من الأطباء، وأغلبهم يقول: إني أعاني من قولون عصبي وأعصاب في المعدة، ومؤخراً ظهر لدي انتفاخ في الجانب الأيمن تحت القفص الصدري في منطقة الكبد، يعطي ألماً طفيفاً في بعض الأحيان فقط.

هذا الأمر زاد من شكوكي وأزمني كثيراً، عملت فحوصات عامة للكبد وكانت سليمة، وعملت الأيكو، وأخبرني الطبيب أني أعاني من انتفاخات وغازات في الأمعاء، مع انتفاخ طفيف في المرارة.

علماً أني أعاني من نقص في خزان الحديد، ورغم هذه الفحوصات لا زلت خائفة، ودائماً أبحث في المواقع عن سبب هذا الانتفاخ.

خصوصاً أني دائماً أشعر بضيق في التنفس واختناق من بطني، وعندما يشتد علي الحال أشعر بالضيق والاختناق كثيراً، والخوف والرغبة الشديدة في البكاء.

تعبت كثيراً من التردد على الأطباء، والتفكير المفرط جعلني لا أعيش لحظات شبابي بسعادة.

أرجو منكم تشخيص حالتي، هل ما أعانيه بسبب مرض عضوي أم هي مسألة نفسية؟

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

وصفك جيد ودقيق لحالتك، وأقول لك: إن الناحية التشخيصية في حالتك أيضاً واضحة وواضحة جداً، حالتك نفسية مائة في المائة، فأنت تعانين مما يعرف بقلق المخاوف من الأمراض، وما يظهر لديك من أعراض جسدية ناتج من القلقي النفسي والخوف الذي يسيطر عليك.

مثل حالتك هذه نعتبرها نوعاً من الحالات النفسوجسدية، أي أن القلق النفسي الداخلي حتى وإن لم يكن ظاهراً وفي هذه الحالة نسميه بالقلق المقنع، وهو الذي يحرك لديك مشاعر الخوف والاعتقاد بوجود مرض عضوي ما، واللجوء إلى سوء التأويل، والانشغال بالأمراض والخوف من الموتـ فهذه كلها أمور وسواسية قلقية، مرتبطة بالبناء النفسي لشخصيتك في أغلب الظن.

من المهم جداً أن تتجاهلي هذه الأعراض، والتجاهل يتم من خلال صرف الانتباه بأن تشغلي نفسك فيما هو مفيد، اجتهاد أكثر في الدراسة، تطلع نحو مستقبل مشرق، أن تكوني حسنة التوقعات، بارة بوالديك، أن تستفيدي وتديري وقتك بصورة إيجابية وجيدة، أن تمارسي أي رياضة تفيد الفتاة المسلمة، وأن يكون لديك تواصل اجتماعي إيجابي.

كذلك أن تطبقي بعض التمارين الاسترخائية، خاصة تمارين التنفس التدرجي، وتمارين شد وقبض العضلات ثم إطلاقها، وأن لا تترددي على الأطباء بكثرة.

يجب أن يكون لديك قناعة كاملة بأن هذه الحالة حالة نفسية قلقية، ما ذكرته لك من إرشادات سيفيدك، ويفضل أيضاً أن تراجعي الطبيب مرة كل ستة أشهر طبيب الأسرة، وذلك بهدف إجراء الفحوصات العامة.

قطعاً أنت محتاجة لتناول مركب الحديد ما دام الحديد لديك ناقص، وهذا أمر بسيط جداً وعلاجه بسيط، الانتفاخ الذي تحسين به في الجانب الأيمن كما ذكر لك الطبيب هو تجمع غازات في فم المعدة من الناحية اليمنى، وهذه الظاهرة معروفة جداً، ما يسمى بالقولون العصبي أو العصابي يقصد به أنه ناتج من القلق، بجانب ما ذكرته لك سيكون من المفيد جداً لك أن تتناولي أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف، وعقار مثل زولفت والذي يسمى سيرترالين سيكون مفيداً جداً بالنسبة لك، هو دواء غير إدماني وغير تعودي ولا يؤثر على الهرمونات النسائية، ويمكن لطبيبة الأسرة أن تصفه لك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net