درست في كلية لا أرغب بها وأصبت بالفشل والإحباط

2018-11-29 06:58:06 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

بلغت 20 من عمري ولم أشعر قط أنني أنجزت شيئا في حياتي, دخلت كلية لم أرد أن أدخلها، بل وأكرهها كثيرا، وأكره موادها، ولكن إرضاء لوالدي؛ لأنه ثار بشدة لأجل أن أدخلها, أشعر بإحباط بشع، لا أستطيع المذاكرة مهما حدث، ومهما نصح الناصحون، وحفز المحفزون، كأنني أصبت بالشلل.

أضيع وقتي على الإنترنت بشكل لا يصدق، أنا أهتم بمجالات أخرى وأريد تعلمها، ومقتنعة أنني سأجد نفسي فيها، وغير ذلك مضيعة للوقت والجهد، لا أعلم ماذا أفعل؟

كرهت كل شيء، ولا أريد فعل أي شيء في حياتي، ولا أريد مغادرة المنزل لا للدراسة ولا لغيرها، أرجوا المساعدة، ماذا أصابني؟

وشكرا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن وصولك إلى الكلية دليل على أنك قادرة على الإكمال، فتوكلي على الكبير المتعال، وتنبهي للعواقب السيئة للإهمال، ونتمنى أن تجتهدي وتتفوقي ثم تتابعي بقية الأشياء الأخرى على سبيل الهواية، أو كدراسة ولكن في مستقبل السنوات والأيام، واعلمي أن الإنسان يستطيع أن يحقق كل أحلامه إذا صدق العزم.

ونبشرك بأن انصياعك لرغبة والدك سوف يكون مفتاحا للنجاح إذا اتخذت الأسباب، وتوكلتي على الكريم الوهاب، ونتمنى أن لا يشعر الوالد أنك تتعمدي الإهمال، وانتبهي لنفسك، وتعوذي بالله من شيطان همه أن يحبطك ويحزنك، وندعوك إلى التفكر في عواقب الأمور ومآلاتها.

وإذا كان من حولك قد نصحوا، فنحن ندعوك إلى أن تنصحي أنت لنفسك بمواجهة الحقيقة قبل فوات الأوان، واعلمي أن الإنترنت لا يقوم مقام الدراسة المنتظمة مهما كانت مشاهداتك واهتماماتك فيه.

ونتمنى أن تتخذي خطوات عملية بالذهاب إلى الكلية، ومناقشة أهل الاختصاص فيها، والبحث معهم عن حلول؛ لأن الجلوس في المنزل لا يقدم ولا يفيد، وأنت بذلك لم تحققي رغبتك ولا رغبة والدك.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، والمواظبة على ذكره وشكره وحسن عبادته، واحرصي على أذكار الصباح والمساء والرقية الشرعية، ووضحي لنا المجال الذي كنت ترغبين فيه، حتى نتعاون في الترجيح وفي وضع الحلول والبدائل، ونأمل أن يقف والدك على حقائق الأمور، فإن غضبه اليوم أهون من غضبه غدا بعد ضياع الفرص.

ونسأل الله أن يفتح بصيرتك، وأن ينشط عزيمتك وأن يلهمك السداد والرشاد.

www.islamweb.net