لا أعرف حالتي بالضبط نفسية أم جسدية

2018-12-26 04:30:21 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

هذه الرسالة منذ شهرين تقريبا، أحاول إرسالها وأتمنى أن أنجح هذه المرة، أعتقد أنني أعاني من متلازمة ما قبل الحيض، لم أعرف من حالتي النفسية أو من تغيير الجو، أو من اقتراب الدورة، كثيرا ما أعاني من أعراض نفسية وجسدية مختلفة في فترة ١٥ يوما تقريبا قبل الحيض وأثناءه.

فجأة شعرت بحرارة ووهج في وجهي وأذني ورقبتي ووهج قوي ومزعج، وأقيس درجة الحرارة تظهر ٣٦-٣٧ طبيعية يزداد ويخف، استمر لمدة ٥ أيام كل مرة يكون مركزه في مكان محدد، وأيضا أحيانا في كامل جسمي بشكل عام، لدرجة أشعر بأنني لا أقوى على الوقوف أو التركيز، حتى عندما أقوم من مكاني ساخن جدا، ما يحدث يشبه الهبات الساخنة، قد قرأت عنها إلا أنني لا أتعرق ولا أشعر بأعراض كثيرة -الحمد لله-، وأشعر بوخز ألم، وحرق بكامل جسمي وصداع متقطع، وأيضا شعوري بثقل وتعب وشد بالأطراف حتى بدون فعل شيء، مثلا إذا مسكت موبايلي، أو كنت واقفة، أو أمشي، حتى عندما أستلقي وأحاول الاسترخاء جسمي من الداخل مشدود مرهق، وتأتيني أفكار مخيفة فما السبب؟ وهل يمكن أن يكون نفسيا وسيمضي -إن شاء الله-؟

في الشهر الذي بعده أيضا عانيت قبل ١٥يوما من الدورة من غثيان، وصداع متقطع، وهبات حرارة، ووجع ظهر وآلام مشابهة ومختلفة للأشهر السابقة، والشهر الذي بعده في اليوم الرابع من الدورة إلى ١٥ يوم تقريبا عانيت من تعب شديد، وخدر بالأطراف، لا أدري إذا كان وصفي صحيحا، فقد كان مستمرا ثم أصبح أحيانا، وأحيانا خاصة وقت المشاكل والتوتر وعندما أتذكر، ولكنه فقط شعور بأنني لا أشعر بالأطراف عندما ألمس نفسي، أشعر -والحمد لله- وأتحرك بشكل طبيعي، ولكن شعوري بأنني لا أشعر بهم يخيفني جدا، كأنني من شدة توتري أشد جسمي كله دون انتبه ويؤلمني جسدي، أشعر بألم كأنه تعب، خائفة جدا، كل ذلك غير مستمر، ولكن قد يتكرر أو يتغير وتختلف شدته ومدته.

أعتقد أن هذه الأعراض من نقص فيتامين (د)، ولا أستطيع الذهاب للطبيب، فأنا أعاني من أعراض نفسية كثيرا وأهلي يتهمونني بالمبالغة، وقلت إني سأقوم بما يعالج ذلك الفيتامين احتياطا بالطرق الطبيعية، وهل هناك ضرر إذا شربت حب زيت السمك واستمريت عليه بدون وصفة طبية؟ وهل أمارس الرياضة رغم الثقل والتعب الذي أشعر به أم لا وأضغط على نفسي؟ فأنا بكل شيء أشعر بذلك الشعور التعب من أوزان أو حتى رياضة خفيفة أو أحيانا من رفع اليد لفترة، فكيف أعالجه؟

شرحت حالتي جسديا فقط ولم أتحدث عن النفسية السيئة، فهذا غير خوفي المرضي من الأمراض، حتى أشعر أنني عندما أقرأ أي شيء أشعر بأعراضه، ولا أدري إذا كان ما أشعر به هذا سببه الأساسي، فقد تعددت الأسباب، أوسوس بمرض سيء جدا، وأبكي وخائفة لا أدري إذا كنت أشعر بذلك، لأني سمعت به وقرأت مشكلة فتاة عن ذلك المرض المزمن، ولا أدري هل هو وهم أم ماذا؟ فأنا أبكي وأخاف عندما أفكر، أصبحت أتمنى أن يكون فيتامين (د) ولا يكون شيئا آخرا.

أكثر ما يزعجني ألم العظام والعضلات وضعفهم، والتعب والشد والشعور السيء أحيانا بأنني لا أشعر، أو بخفة الأطراف، فكيف أستفيد من الشمس وأنا محجبة فقط الوجه والكفان ظاهران؟ وهل تفيد شمس الشتاء؟ وما هو أفضل وقت للتعرض لها؟ نحن بطبيعتنا لا نخرج من المنزل فترات طويلة، أشرب اليانسون والشمرة والكمون والقرفة مع العسل يوميا، فهل أحصل على فوائدهم كاملة بخلطهم؟ وأحاول الحديث الإيجابي مع نفسي وملتزمة إلى حد ما -والحمد لله-.

أعتذر على الإطالة، وأرجو الإجابة على جميع التفاصيل، وشكرا.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ لؤلؤة الاسلام المكنونة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأنت لديك استشارات سابقة تماثل لدرجة كبيرة استشارتك هذه الحالية، وأنا تدارستُ الأعراض التي تشتكين منها، وهي واضحة جدًّا، ونسميها أعراض الجسدنة، أي أن القلق والتوتر النفسي لعب دورًا فيها.

لا أعتقد أنه لديك مرض عضوي يُسبِّبُ كل هذه الأعراض، هي أعراض ناتجة من توترات عضلية وتقلصات عضلية، وسبب هذه التوترات والتقلصات العضلية هو التوتر النفسي والقلق.

أنا أنصحك حقيقة أن تذهبي لطبيب - طبيب الأسرة – وأنت لست محتاجة لطبيب نفسي، طبيب الأسرة، طبيب الأمراض الباطنية، لتقومي بإجراء فحوصات عامة، تتأكدي من مستوى الدم لديك، مستوى السكر، الدهنيات، وظائف الكبد، وظائف الكلى، مستوى فيتامين د، وفيتامين ب12هذه كلها فحوصات أساسية، ولابد أن تكون قاعدة بيانات صحية متوفرة حتى يعرف الإنسان وضعه الصحي من خلالها، هذا مهمٌّ جدًّا.

ونقص فيتامين (د) يؤدي إلى بعض الصعوبات الصحية، لكن ليس للدرجة التي تحدث عندك، فأعراضك أعتقد أن القلق هو السبب الرئيسي فيها، وبعد أن تقومي بإجراء الفحوصات وتطمئني أرجو بعد ذلك أن تثبتي برامج رياضية، مهمٌّ جدًّا، وتنامي مبكّرًا، تتجنبي نوم النهار، وتمارسي الرياضية، خاصة رياضة المشي، هذا مهمٌّ جدًّا وسوف يفيدك كثيرًا.

وعليك أيضًا أن تكوني مدبّرة لإدارة الوقت، وتستفيدي منه على أفضل ما يكون، الفراغ الزمني والفراغ الذهني والفراغ الفكري مشكلة كبيرة جدًّا، الصلاة في وقتها مهمَّة، وهي تُحسن الدافعية عند الإنسان، الدعاء، الأذكار، صلة الرحم، هذه كلها علاجات مهمَّة جدًّا، وأن تكوني دائمًا متفائلة وحسنة التوقعات.

أنت الآن كل تركيزك هو على وظائفك الجسدية، ووظائفك النفسية، وهذا هو الذي أدى إلى شعور الضجر وعدم الارتياح النفسي وربما شيء من الكآبة والقلق والتوتر والوسوسة، تخرجي من كل هذا من خلال ما ذكرته لك من إرشاد.

شراب الينسون والشمر والكمون والقرفة لا بأس به، لكن لا أرى أنك تحتاجين لتناولها بكميات كبيرة، الوسطية في هذه الأشياء مهمٌّ جدًّا، واجعلي لحياتك هدف، الأهداف في الحياة هي التي تُشجعنا وتُحسِّن من دافعيتنا.

ربما تكونين في حاجة لدواء نفسي بسيط، أحد مضادات القلق سوف يفيدك، وإن شاء الله حين تقابلين طبيب الأسرة قطعًا سوف ينصحك نحو أحد هذه الأدوية البسيطة والمفيدة وغير الإدمانية.

أسأل الله لك العافية والشفاء، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

www.islamweb.net