أعاني من رجفة اليدين عند رؤية الناس وعند الجماع.

2019-01-20 08:52:12 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أنا شاب عمري 27 سنة، أعاني من التوتر والتعرق ورجفة اليدين عند مقابلة الأشخاص، وقد اطلعت على بعض الاستشارات التابعة لكم، واستخدمت ريكستين لمدة ستة شهور، وكان إيجابيا بنسبة 70%، والآن الحالة تعود عند الجماع، وعند الأكل، فبماذا تنصحونني؟

للعلم: قبل العلاج لم أكن أستطيع كتابة استشارة أمام الآخرين، أو رقم هاتف، أو أي شيء، والآن أصبحت أفضل من السابق، إلا أن الحالة تعود عند كثرة الجماع أو الصباح.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت تتحدث عمَّا نسميه بقلق المخاوف، وقلق المخاوف شائع، وقد يكون قلقا عند المواجهات، أيًّا كانت المواجهة، والإنسان إذا واجه عددًا كبيرًا من الناس قد يخاف، ويحدث – كما تفضلت – التوتر والعرق والرجفة وربما تلعثم أو على الأقل الشعور بها.

وإن كنتَ تقصد أن هذا الخوف يأتيك أيضًا عند الجماع أو عند الاجتماع، حقيقة لم أميز، إن كان عند الجماع فالاستثارة الجنسية نفسها قد تؤدي أيضًا إلى الخوف، والخوف من الفشل قد يتولّد؛ ممَّا يؤدي إلى الأعراض التي تحدثتَ عنها.

أيها الفاضل الكريم: قبل أن أتحدث عن الدواء أنا أريدك أن تُحقّر هذا الخوف ولا تهتمّ به أبدًا. تجاهله هو أفضل وسيلة علاج له، كما أني لا أريدك أن تتجنّب المواقف والمواقع التي تحس فيها بالخوف، أريدك أن تقتحمها، أن تكون دائمًا متواجدًا في المواقف التي تحس فيها بعدم الارتياح وتحس فيها بالخوف.

وهناك تطبيقات عملية – أخي الكريم – إن اتبعتها سوف تجد أن علاجك قد تيسّر. أول هذه التطبيقات هو صلاة الجماعة، تحرص أن تُصلي مع الجماعة وفي الصف الأول، صلاة الجماعة – أخي الكريم – فيها خير عظيم، وهي باب من أبواب الخير، يجتمع فيه المسلمون خمس مرات في اليوم، تلتقي بأفضل الناس، تُسلّم عليهم، تسأل عن أحوالهم، يسألونك، تتعرّف على هؤلاء الصالحين من الناس، هذا في حدِّ ذاته يُساعدك في علاج الخوف.

أضف إلى ذلك أن طاعة الله وتقواه أيضًا تبعث الأمان في الإنسان، {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}، وذلك بجانب أن الصلاة هي عماد الدين، من أقامها أقام الدين، ومن هدمها فقد هدم الدين، وهي أول ما يحاسب عليه المرء يوم القيامة. هذه تعطيك قوة عظيمة جدًّا في شخصيتك وفي سلوكك.

الأمر الثاني: لا تتخلف عن الواجبات الاجتماعية أبدًا، حين تسمع بمريض اذهب إليه، محتسبًا الأجر، ومحتسبًا أيضًا أن تُعالج المخاوف. إذا دُعيتَ لفرح، لعرس، إذا سمعتَ بجنازة امش فيها واحضر دفنها، ولك على ذلك أجر قيراطين، والقيراط مثل جبل أحد. قم بزيارة أرحامك، تفقّد جيرانك، اجلس مع أسرتك، هذه علاجات وعلاجات مهمّة جدًّا -أخي الكريم- فأريدك أن تتبع هذه الأساليب العلاجية، وبالنسبة للدواء فتوجد أدوية كثيرة جدًّا، وكلها مفيدة.

الدواء الذي تحدثتَ عنه هو (ركستين) هذا اسم تجاري، ربما أنك تقصد (باروكستين) وهذا هو الاسم العلمي، هذا دواء جيد جدًّا، ويمكنك أن تبدأ في استعماله بجرعة عشرة مليجرام – أي نصف حبة – تستعملها يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك اجعلها حبة واحدة يوميًا لمدة ستة أشهر، هذه مدة معقولة جدًّا، ثم خفض الجرعة إلى عشرة مليجرام يوميًا لمدة شهرٍ، ثم عشرة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.

وهنالك دواء آخر ممتاز جدًّا للرجفة، خاصة رجفة اليدين، الدواء يُسمَّى (إندرال)، أريدك أن تتناوله بجرعة عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرام صباحًا لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناوله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب.

www.islamweb.net