ما سبب مشكلة نتف الشعر مع أكله والاستمتاع بذلك؟

2007-04-19 10:23:13 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

ابنة خالتي بنفس سني 20 سنة تقريباً، من سنتين وهي تقلع شعراً من رأسها، وطبعاً لا تتألم من نتف شعرها، والأغرب أنها تأكله، تأكل الشعرة من جذرها حتى نهايتها، وتقول أنها تتمتع به كثيراً، وتعتبره وجبة لذيذة، ولا تعاني من أي آلام، ولكن هي متزوجة من 4 شهور تقريباً، فهل لهذا السبب سيتأخر حملها؟ وما الأضرار الجسيمة التي من الممكن أن تصيبها؟ وهل من علاج لحالتها الغريبة جداً؟



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حور العين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهذه الحالة بالطبع هي نادرة الحدوث، ولكنها معروفة عندنا في الطب النفسي، وتسمى بـ (ترايكلوتومينيا) وهي نوع من الحالات التي تشخص تحت أمراض الوساوس القهرية.

أولاً: بعض الناس كما ذكرت قد يشعر بارتياح من بعض الممارسات الطقوسية الغريبة، ومنها نتف الشعر.

أولاً: هذه الأخت الفاضلة يجب أن تعرف أن هذه علة، وأنها يجب أن تعالجها، وأنه يمكن معالجتها، فعليها أن تجلس في وضع استرخائي هادئ، ثم تتأمل أنها تريد أن تنتف الشعر، وتضع يدها على رأسها وتمسك بالشعرة، ثم بعد ذلك دون أن تنتف الشعرة ترفع يدها من رأسها، وتضرب بيدها على جسم صلب ضربة شديدة حتى تحس بالألم، تكرر ذلك عدة مرات، أي تضع يدها على الشعر تتأمل أنها سوف تنتف دون أن تخلع الشعر، ثم ترفع يدها وتضرب بيدها على سطح مؤلم، الهدف من ذلك هو أن تربط بين الفعل الوسواسي الطقوسي واستشعار مخالف وفي هذه الحالة هو الألم، يكرر هذا التمرين عدة مرات، أفضل أن يكون عشرين إلى ثلاثين مرة في كل جلسة بمعدل مرتين إلى ثلاث في اليوم.

والتمرين الآخر بالطبع هو حين تتأمل أنها تريد أن تأكل الشعر تضرب أيضاً بيدها ولا تأكل الشعر، أي تربط الألم بهذا الفعل الوسواسي الغريب، وهكذا، الهدف هو عدم الاستجابة للوساوس القهرية، والقيام بعملٍ مخالف لها، وأن يوقع الإنسان استشعاراً بنفسه، هو من الطرق الفعالة جداً إذا اقتنع الإنسان بفائدتها العلاجية وقام بتطبيقها.

هنالك تمارين أيضاً تفيد كثيراً، ولكنها تتطلب الالتزام، وتتطلب التأمل العلاجي الحقيقي، هذه الابنة يمكن أن تقول لنفسها: بدل أن أخلع شعري يمكنني أن أقوم بتسريح شعري على سبيل المثال، أي أن تستبدل هذا العمل بعمل آخر، أو تقول لنفسها: بما أن هذا عمل سخيف فلن أقوم به! لماذا لا أقوم في نفس الوقت بقراءة خمس آيات من القرآن الكريم بدلاً من أن أنتف الشعرة؟ وهكذا، أي: استبدال هذا الفعل بأي فعل آخر لا علاقة له به، والتمرين الأول بالطبع هو محاولة لفك الارتباط الشرطي.

هذه التمارين مفيدة إذا التزم الإنسان بها.

الشق الآخر في العلاج هو العلاج الدوائي، هنالك أدوية تفيد في هذه الحالات مع تطبيق التمارين السلوكية، الدواء المفضل والذي دارت حوله البحوث هو العقار الذي يعرف باسم فافرين، وهو في الأصل دواء مضاد للاكتئاب والقلق والوساوس القهرية بجميع أنواعها، جرعة البداية هي 50 مليجرام ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم ترفع هذه الجرعة كل أسبوعين بمعدل خمسين ميلجرام حتى تصل إلى 200 مليجرام في اليوم، يمكن أن تتناولها كجرعة واحدة، أو تكون جرعة مجزئة، بأن تتناول 100 مليجرام ظهراً، و100 ليلاً، وتستمر على جرعة الـ200 مليجرام لمدة ستة أشهر، مع ضرورية الالتزام والمواصلة وبعد الستة أشهر تبدأ في تخفيض الجرعة بمعدل 50 مليجرام كل شهر حتى تتوقف عن الدواء.

الدواء من الأدوية السليمة والفعالة، وربما يسبب شيء من عسر الهضم البسيطة في بداية العلاج، لذا ننصح بزيادة الجرعة بالتدرج، وكذلك تناوله بعد الأكل.

هذه الابنة الكريمة عليها أيضاً أن تركز على الدراسة إن كانت تدرس، وهي بما أنها الآن متزوجة وهذا شيء طيب، عليها أن تكرس جهدها من أجل الاهتمام بزوجها، وأن تكون فعالة في بيتها.

عليها ممارسة شيء من الرياضة، عليها توزيع وقتها بصورة صحيحة ما بين الواجبات المنزلية والزوجية، الترفيه على النفس، الراحة، زيارة الأهل والتواصل الاجتماعي، العبادة، كلها إن شاء الله أمور تساعد في إخراجها من هذه الوساوس التي انكبت عليها.

بالتأكيد، أكل الشعر ليس أمراً صحياً، وإن كان لا يسبب ضرراً حقيقة؛ لأن الشعر لا يهضم، وغالباً يخرج مع البراز، ولكنها بالطبع أمر يجب أن لا تقوم به، ويجب أن تنهى نفسها عن ذلك، وهذا ليس صعب المنال.

إذن هذا هو العلاج المطلوب، وبالطبع هذه الحالة لا تؤخر الحمل، ولكن بما أنها مصحوبة بنوع من القلق، فالقلق قد يؤخر الحمل؛ فلذا اتباع الإرشادات السابقة، وتناول الدواء السابق إن شاء الله سوف يفيدها كثيراً.

أسأل الله لها التوفيق.


www.islamweb.net