الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سرق وهو صغير مالا من أبيه وألصق التهمة بابن خاله

السؤال

الرجاء عدم إحالتي على مواضيع ذات صلة.
عندما كنت صغيرا قمت بسرقة مبلغ من المال من والدي منذ 12عاما واستنفدته كله في الأكل والحلويات، وعندما اكتشف أمري ألصقت التهمة بابن خالي وقلت لهم إنه هو من حرضني على السرقة من أجل أن نشتري دراجة نلعب بها وهو بريء من هذه التهمة التي ألصقتها به، والآن عمري 28 سنة ولا أستطيع أن أطلب منه أن يسامحني لاستحيائي منه حياء شديدا، فهل أعيد المبلغ الذي سرقته لأبي وأتصدق بمثله عن ابن خالي الذي ألصقت به التهمة بقصد أن يعفو الله عني؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن لم تكن بالغا وقت هذه السرقة، فإن الإثم مرفوع عنك، لقوله صلى الله عليه وسلم: رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاَثَةٍ: عَنِ الْمَجْنُونِ الْمَغْلُوبِ عَلَى عَقْلِهِ، وَعَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِم. رواه الإمام أحمد وأبو داود والحاكم في المستدرك ـ واللفظ له ـ وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه، ووافقه الذهبي وصححه الألباني.

وقد ذكرنا علامات البلوغ وسنّه في الفتوى رقم: 12330فراجعها.

ومع سقوط الإثم عن غير البالغ إلا أنه يجب عليه رد ما سرقه من أموال الناس، كما بينا في الفتوى رقم: 23877، فرد المال الذي سرقته من والدك أو اطلب منه السماح، وأما ابن خالك فإنه لا يجب عليك إن كنت صغيرا حينها أن تطلب منه المسامحة، ولا يجب عليك أيضا التصدق عنه بمثل المبلغ المذكورأوغيره، ولكن حاول الإحسان إليه ما استطعت، ونسأل الله أن يصلح ذات بينكم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني