الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طلب الطلاق لكون الزوج لا يلبي حاجتها في الفراش

السؤال

تزوجت من سنتين واكتشفت من اليوم الأول أن زوجي للأسف عنده ضعف جنسي (عدم انتصاب العضو الذكري) وحاولت أن أعطيه الثقة في نفسه وقلت له أنت تعبت نفسك في الأيام التي قبل الزواج وإن شاء الله ستتحسن، ولم يخطر على بالي مطلقا أن أذكر شيئا لأهلي مراعاة لمشاعره وحفاظاً على صورته أمامهم ولكنني من داخلي كنت مصدومة وحزينة جدا، وثاني يوم بكيت من شدة حزني فوجدته يقول لي سامحيني وحرصت ألا أقول له أي كلمة تضايقه عسى الله أن يصلح هذا الأمر، وكان يأخذ رغبته مني بطريقته ويتركني وكنت أبكي ثم اكتشفت أنه جاهل جنسيا ولا يحاول ممارسة أي مداعبات قبل أن يجامعني (طبعاً من الخارج فكان يمسك عضوه بيده ويحركه في عضوي التناسلي إلى أن ينتهي) وذكرت له أن قول الله تعالى (( وقدموا لأنفسكم )) يعني أن الزوج يجب عليه أن يهيئ زوجته ويداعبها، ولأنه لم يبال بكلامي لأنه حتى هذه المداعبات لا يعرف كيف تكون (وكان نادراً ما يحاول أن يداعبني ولكن كان يفعل ذلك من فوق الملابس) وبعد فترة بدأ يحاول أن يمتعني بإصبعه ولكنه حتى في ذلك فشل أن يسعدني لجهله وكان يأخذ وقتا طويلاً حتى أشعر بالنشوة ولكنها نشوة بدون أي متعة أو سعادة فكنت أبكي (بمجرد الوصول لهذه النشوة المقنعة) وبالرغم من ذلك لم يفكر في العلاج ثم فوجئت به يمنعني من لبس أي ملابس عارية وقال لي إن المسلمة المحترمة المحجبة (مع العلم أني والحمد لله منتقبة) لا يليق بها هذا اللبس فقلت له هذا اللبس يكون في المنزل وأي زوج يحب أن يرى زوجته بهذه الملابس، فقال لي أنا لا أريد هذه الملابس، ومع ذلك قلت لنفسي اصبري ولم أستطع أن أقول له أن يكشف ويتعالج مراعاة لمشاعره وعدم إشعاره بالنقص والتقصير معي ولم يفكر هو من تلقاء نفسه في هذا، وبعد 7 أشهر وجدت نفسي حامل فرحت وقلت لنفسي هذا يمكن أن يجعله يفكر في التعالج كي يسعدني، ولكن مرت فترة الحمل ووضعت ابني وهو لم يفكر في العلاج، وبعد سنة ونصف من التعب النفسي قلت له أن يتعالج ففوجئت به يثور ويغضب وقال لي هذا الموضوع قديم أو جديد؟ فقلت له قديم فقال لي لما ذا تتكلمين فيه الآن؟ قلت له مراعاة مشاعرك, منتظرة منك أن تراعي مشاعري أيضا وتتعالج من نفسك من غير أن أطلبها منك، ولا بد أن تعرف أن هذا الموضوع أساس السعادة في الحياة الزوجية. ولكنه لم يهتم ويريد أن أعيش معه على هذا وأنسى هذا الموضوع.
ثم بعد تفكير قررت أن أذكر لأهلي وأرسلت له رسالة على الموبايل( الجوال) (حيث كان في عمله): إني ذاهبة لأهلي وسأقول لهم على الكارثة التي أنا فيها، واتصلت بأخي ليأتي وأذهب معه, ففوجئت بزوجي يرسل لي ويقول: ممنوع الخروج من المنزل حتى آتي(أي يأتي من الشغل) .
ولكني ما إن وصل أخي حتى نزلت معه وكانت صدمة لهم عندما عرفوا، والآن مر على تركي المنزل شهرين لم يحاول أن يصلح أي شيء وحتى لم يسأل عن ابنه، وعندما ذهبت للمنزل مع أخي لأخذ ملابسي وجدته قام بتركيب باب حديد أمام باب الشقة كي لا أستطيع الدخول، فقررت رفع قضية طلاق وإعلان القضية في طريقه إليه.
آسفة على الإطالة.
أريد رأيكم في مشكلتي؟
وأتساءل ما حكم الإسلام في ما فعلة هذا الزوج وكيف يتجرأ إنسان يعلم ما به من ضعف جنسي ومع ذلك يقبل على الزواج ولا يفكر ولا يرغب في العلاج وحتى رافض أن يعترف أنه مريض ومحتاج للعلاج ؟
وما رأيكم في تصرفه الأخير (تركيب الباب الحديدي) ؟
وبماذا تنصحوني ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كانت الزوجة يلحقها ضرر بمرض الزوج وعدم استطاعته تلبية حاجتها في الفراش فلها طلب الطلاق رفعا للضرر عنها.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ويجب على الرجل أن يطأ زوجته بالمعروف، وهو من أوكد حقها عليه، أعظم من إطعامها، والوطء الواجب قيل إنه واجب في كل أربعة أشهر مرة وقيل بقدر حاجتها وقدرته وهذا أصح القولين.

فإن طلقها وإلا فلها رفع أمرها للحاكم لإلزامه بما يجب، وللفائدة انظري الفتاوى التالية أرقامها: 19663، 48190، 108971.

والأصل أنه لا يجوز خروج المرأة من بيتها إلا بإذن زوجها ويستثنى من ذلك حالات بيناها في الفتوى رقم: 95195.

وإنا لننصحك بتوسيط أهل الخير لإقناع الزوج بالعلاج، وننصحك بالصبر عليه في ذلك لعل الله أن يكتب له الشفاء والعافية، فإن أبى العلاج أو باشره ولم يجد نفعا فلا حرج عليك حينئذ في طلب الطلاق منه، فإذا تطلقت وجب عليه أن يوفيك حقوقك من مقدم المهر ومؤخره وسائر الحقوق المبينة في الفتويين: 20270، 128166.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني