الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزرقة في وجه الميت وظهره هل هي من ضرب الملائكة له

السؤال

توفي أبي وقد قارب التسعين منذ أسبوعين (25/جماد الأول /1431 ) , و كان محبوباً من كل الناس , و يشهد له الجميع بنقاء السريرة , و طيبة القلب , و كان فيه صفات طيبة كثيرة , و يشهد الله على صدق قولي. فمن صفاته أنه كان عطوفاً ورحيماً بالناس وكان سريع الدمعة , و كان يكره الظلم , غير أنه كان كثير المزاح مع الصغير والكبير ولأنه تربية ريفية وخفيف الطبع لا يحسن إخفاء مشاعره , فإن أحب أظهر المحبة وإن أبغض أظهر البغضاء، فكان أحيانا يسب من يمزح معه بأن يصفه بحيوان أو ما شابه ولكنه كان مزاحاً ليس إلا، بل بالعكس كان الناس يحبونه ولا يغضبون منه حتى وإن سبهم لأنه كان طيب القلب جدا وسريع الشفقة. و والله كان لا يطغى على أي أحد بل الكل كان يحبه , و كان ينظر المعسر , و عندما مات حزن عليه كل الناس , وشهد له الناس بالخير وطيبة القلب , غير أن أغلبهم من العوام , و لكن من عرفه من الإخوة شهدوا له بنقاء السريرة و الطيبة , و الوالد رحمه الله كان في شبابه تاركاً للصلاة ويدخن غير أنه و لله الحمد والمنة ترك التدخين وكان يصلى في أخر سنوات عمره، بل في أيامه الأخيرة ربما يصلى الفرض أكثر من مرة ناسياً وابتلى بالمرض في سنوات عمره الأخيرة , غير أنه عند موته رأيت أحد خديه لونه يميل إلى الأزرق وكفيه كذلك وبقعة زرقاء في ظهره , غير أن بقية جسمه لا شيء فيه. فهل ما حدث في جسده نتيجة اضطرابات في الدورة الدموية بسبب الشيخوخة أم ماذا ؟ و ليلة موته كان نائماً , فكان يضرب برجليه و يتقلب يمنة و يسرة , و ذكر كثيراً اسم ابن أخيه المتوفى وكان يحبه جداً، فكان يقول له وهو نائم ليلة موته ابعد عني يا فلان خليك في حالك يا فلان.
وهل علامة خده من باب قوله تعالى {وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلآئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ} (50) سورة الأنفال , {فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ} (27) سورة محمديشهد الله أني نقلت لكم حقيقة وضع أبي رحمه الله بالضبط. أرجو إفادتي و عدم إهمال رسالتي. و جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله أن يرحم والدكم ويحسن عزاءكم فيه، ونفيدك أنه يتعين عليكم حسن الظن بالوالد ما دام واظب على الصلاة في سنواته الأخيرة، وكان محبوباً عند الناس مشهوداً له بالخير، ففي الحديث الذي رواه الشيخان عن أنس رضي الله عنه قال: مروا بجنازة فاثنوا عليها خيراً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم وجبت، ومروا بأخرى فأثنوا عليها شراً، فقال: وجبت، فقال رضي الله عنه ما وجبت، قال: هذا أثنيتم عليه خيراً فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شراً فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض.

وأما ما رأيته على جسده فلا يمكن حمله على ما ورد في الآيات، لأن الآيات وردت في الكفار وهو كان مسلماً يصلي، وليس يهم معرفة سبب هذا، ولكن المهم هو الترحم على الوالد والاستغفار له والتصدق عنه والحج إذا أمكن، وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 77286، 32151، 128371.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني