الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دراسة العقيدة بين التفصيل والإجمال

السؤال

هل يجب علي معرفة المسائل المتعلقة بذات الله سبحانه ومكانه عز وجل ومسائل التجسيم وما إلى ذلك؟ درسته في شرح العقيدة الطحاوية، لكني لم أفهم ذلك جيدا ونسيته وأخشى إن لم أعرف المسائل هذه أن أكون من الكافرين، لأنني قرأت عبارات كثيرة مثل من قال بأن الله تعالى في مكان فقد كفر، ومن قال بأشياء تخص ذاته سبحانه وأشياء أخرى كثيرة لا أعلمها ولا أفهمها لكني قرأت أن من قالها يكفر، أنا أؤمن بوجود الله تعالى وله ذات وصفات ليست كالبشر وليس كمخلوق، بل صفات وذات تليق بجلالته سبحانه، لكنني قرأت أن الله سبحانه ليس في مكان ولا يجوز أن نقول أنه عز وجل في مكان معين، فقد تنزه الله عز وجل أن يكون في مكان، لقوله سبحانه: ليس كمثله شيء ـ فكيف أجمع بينها وأن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل؟ لا أعلم واحترت كثيرا وأخشى الخوض في هذه المسائل وكذلك أخشى أن لا أعلمها وأكون ممن كفر خصوصا أنني درستها وقد تكون حجة علي بأنني درستها، لكنني نسيتها وأخشى الخوض فيها فتفتح لي باب وسوسة وكفر، فهل يجب علي معرفتها خصوصا أنني درستها؟ وكيف أرد على السائل عن مكان الله سبحانه؟ وهل فعلا أن أهل السنة والجماعة فرق متعددة؟ أم أنهم فرقة واحدة؟ أجيبوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالعامة من المسلمين لا يؤمرون بتعلم المسائل الدقيقة في العقائد، ولا يخاطبون بها، وإنما يؤمرون بالجمل الثابتة من الكتاب والسنة والإجماع دون الخوض في التفاصيل والمسائل الدقيقة المشُكلة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله: الواجب أمر العامة بالجمل الثابتة بالنص والإجماع، ومنعهم من الخوض في التفصيل الذي يوقع بينهم الفرقة والاختلاف، فإن الفرقة والاختلاف من أعظم ما نهى الله عنه ورسوله. اهـ.

وراجعي الفتوى رقم: 24821.

والواجب على العبد إنما هو الإيمان المجمل، وأما التفاصيل فلا يجب العلم بها، كما سبق التنبيه عليه في الفتوى رقم: 37863.

وأما ما يتعلق بمسألة مكان الله تعالى فراجعي فيه الفتاوى التالية أرقامها: 8825، 101609، 151969.

وكذلك سؤال: أين الله، راجعي فيه الفتويين رقم: 1360، ورقم: 119095.

وأما كون أهل السنة فرقاً متعددة، فليس بصحيح، بل هم الفرقة الناجية المعصومة من الاختلاف في أصول الدين وكلياته وقطعياته، وما حصل بينهم من الخلاف إنما هو قبيل الخلاف السائغ، وقد سبق لنا بيان نوعية الخلاف الواقع بين أهل السنة في مسائل العقيدة، فراجعي الفتويين رقم: 132935، ورقم: 96850.

ولمزيد الفائدة حول الافتراق الحاصل بين هذه الأمة راجعي الفتاوى التالية أرقامها: 120620، 12682، 17713.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني