الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى اسم الجلالة (الله) والدليل على أنه خالق كل شيء

السؤال

أصابني شك في دين الله، بل في وجود الخالق، ولكنني اقتنعت بوجوده بعد أن نظرت في الأدلة العقلية على ذلك، ولكن بقيت بعض الأمور لم أفهمها وهي:
1ـ ما الدليل العقلي على أن الخالق هو الله بهذا الاسم بالذات وليس غيره؟.
2ـ ما الدليل العقلي على أن الخالق لا بد أن يتصف بصفات الكمال المطلق، فربما كان أكمل من خلقه ولكنه لم يصل إلى الكمال المطلق؟.
3ـ قد تكون هناك أكوان أخرى لكل منها خالق يدبرها ويسيرها دون أن يتعدى إلى غيرها، بل ربما لم يعلم أصلا أن هناك أكوانا أخرى وهو يدعي أنه خالق كل شيء؟ أريد الدليل العقلي، وشكرا لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يشرح للحق صدرك، وأن يلهمك رشدك، وأن يوفقك لما يحب ويرضى.

وأما سؤالك الأول: فجوابه يعتمد على معرفة معنى اسم الجلالة ـ الله ـ فهذا الاسم هو اللفظ الجليل الجامع لكل صفات الكمال التي لا بد أن يتصف بها الخالق العظيم، ومعناه المألوه أي المعبود أو المستحق للعبادة لما اتصف به من صفات الألوهية التي هي صفات الكمال، التي يدل عليها الأسماء الحسنى جميعها، لأن المألوه إنما يؤله لما قام به من صفات الكمال فيحَب ويُخضَع له لأجلها، والباري جل جلاله لا يفوته من صفات الكمال شيء بوجه من الوجوه، فإذا تقرر عند العبد المخلوق أنَّ الله وحده هو المألوه، أوجب له أن يعلق بربه حبه وخوفه ورجاءه، وأناب إليه في كل أموره، وقطع الالتفات إلى غيره من المخلوقين ممن ليس له من نفسه كمال ولا له فعال. اهـ. من تفسير أسماء الله الحسنى للسعدي باختصار وتصرف.

وراجع في بيان بعض خصائص هذا الاسم الكريم، والفرق بينه وبين بقية الأسماء الحسنى الفتاوى التالية أرقامها: 72571، 187369، 64836، 62358.

وأما لو كان مراد السائل أنه مع التسليم بأن للكون خالقا، فما الدليل على أن هذا الخالق هو الله تعالى الذي نؤمن به؟ فنقول: إن سلمنا بأنه يستحيل أن يكون هناك أكثر من خالق لكل ما في الكون، وأن هذا الخالق لا بد أن يتصف بصفات الكمال التي تستلزم أن يُعبد وحده لا شريك له، فهذا هو معنى الألوهية التي لا تصح أن تنسب إلى غير الخالق العظيم القدير سبحانه، وهذا هو مدلول لفظ الجلالة ـ كما قدمنا ـ ثم إن كل الأدلة العقلية الدالة على صحة القرآن وصدق النبي صلى الله عليه وسلم ـ والتي سبق ذكر طرف منها في الفتاوى التالية أرقامها: 19694، 22055، 150451 ـ كلها تدل على أن الله سبحانه هو الخالق لكل مخلوق..

هذا مع التنبيه على أن كل من يؤمن بوجود خالق لهذا الكون، فلن يجد من يَدَّعي أنه هو ذلك الخالق، إلا الله سبحانه!!.

وأما السؤال الثاني: فقد سبق لنا الجواب عنه، فراجع الفتويين رقم: 163423، ورقم: 166567.

وكذلك السؤال الثالث تقدم لنا جوابه في الفتويين رقم: 129287، ورقم: 129204.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني