الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طريقة النبي صلى الله عليه وسلم في سرد الحديث

السؤال

بالنسبة للأحاديث الطويلة، هل كان الرسول صلى الله عليه وسلم يكررها كي يحفظوها؟ أم أنهم يحفظونها من مرة واحدة... وهكذا باقي السند؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على تفهيم أصحابه وتعليمهم غاية الحرص، فروى أنس، كما في الصحيح: أنه صلوات الله وسلامه عليه كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا حتى تفهم عنه.

وكان صلى الله عليه وسلم يحدث بالكلمات اليسيرة ولا يسرد الحديث سردا ليفقه عنه صلوات الله وسلامه عليه، تقول عائشة رضي الله عنها: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يسرد الحديث كسردكم.

وتقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحدث حديثا لو عده العاد لأحصاه. رواه البخاري.

فإذا علم هذا من شأن النبي صلى الله عليه وسلم وانضاف إليه ما أوتيه العرب من قوة الحافظة لم يكن مستغربا أن تنقل عنه صلوات الله وسلامه عليه بعض الأحاديث التي فيها نوع طول.

وأما السند: فإنما احتيج إلى حفظه في الأزمان اللاحقة حين اتسعت الفترة الزمنية بين رواة الحديث وبين النبي صلى الله عليه وسلم، وقد كان للمحدثين طرقهم المعروفة في ضبط الأسانيد وحفظها، وكانوا يعتمدون مع حفظ الصدر على الكتابة والتدوين، فحفظوا علينا سنة النبي صلى الله عليه وسلم نقية لم تشب، وميزوا الصحيح من السقيم والمقبول من المردود، فجزاهم الله خيرا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني