الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم العمل في محل يبيع المحرمات

السؤال

أنا مقيم في الغرب، وأعمل في سوبر ماركت يبيع الكثير من الأشياء الحلال، ولكنهم يبيعون لحم الخنزير وبعض المحرمات, وأنا أعمل في غسل وتنظيف أرضية السوبرماركت، وأضع وأرتب السلع والأشياء الحلال فقط على الرفوف، ولا أعمل في اللحوم والخنزير، ولا أعمل في المحرمات الموجودة هناك، فما حكم عملي في هذا السوبر ماركت؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنه لا ينبغي للمسلم أن يعمل عند الكفار بمثل هذه الحرف التي تعد في العرف دنيئةً، لما فيها من امتهان الكافر للمسلم، فإن كنت مضطراً إلى ذلك فلا شيء عليك ـ إن شاء الله ـ ما دمت ـ كما ذكرتَ ـ لستَ ممن يبيع تلك السلع المحرمة ولا ممن يعين على بيعها بصفٍّ وترتيب ونحو ذلك، لكن الأحوط لك أن تجتنب أيضاً تنظيف أرضيات الأركان التي تباع فوقها تلك المحرمات، وترك تنظيفها لغيرك من غير المسلمين، وأن تطلب استثناء ذلك في عقد جديد تشترط فيه ألا تنظف الأماكن التي يكون فيها محرمات تخالف دينك، لشبهة كون ذلك من الإعانة على بيعها بتهيئة المكان وتجميله للزبائن، ولا شك أن تركك العمل في هذا السوبرماركت والبحث عن مكان آخر أحوط لك وأبرأ للذمة، ومن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام. كما في صحيح مسلم.

وقد قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق:2، 3}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني