الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التكسب من خدمة تحقيق الربح من الإعلانات على الويب

السؤال

بالنسبة لبرنامج خدمة تحقيق الربح من الإعلانات على الويب، فقد قرأت منكم فتوى بالحرمة، وهي بتاريخ (الخميس 7 محرم 1428 - 25-1-2007) رقم الفتوى: 80472. لكن الآن البرنامج قد تحدث كثيرا، فمن 2007 الى 2014 سبع سنوات من التحديث والتطوير، فأصبح للناشر وسائل للفلترة هي: 1- منع موقع معين من الإعلان. وهناك إخوة كثيرون يبحثون عن كل موقع يعرض صورة (ولو لمجرد فتاة أو سيدة في إعلان لملابس أو أحذية ولن أقول ملابس داخلية حتى) أو موقع يدعو لدين غير الإسلام، أو لقس، أو خمور, وغيرها, فهنا نعرف جميعنا، ونحجب الموقع المخالف فورا، لكننا بكل تأكيد لا نملك القدرة على معرفة كل المواقع, فنحن كل ما نجده نحجبه طبعاً. 2- حجب فئات إعلانية كاملة، بمعنى منع فئة إعلانات الدين كلها, فلن يظهر أي موقع يتحدث عن الدين أيا كان الدين أو أيا كان الوجه بالسلب أو الإيجاب, ومن الممكن منع مواقع الرشاقة والتخسيس حتى لا تظهر فتاة أو امرأة بمظهر مخل, وغيرها من الفئات على حسب راحة الناشر.3- يعطي الموقع حديثاً أيضا إمكانية عرض الموقع المراد الإعلان في صفحاتي عليّ، ولي أن أرفض الموقع أو أقبله بعد مراجعتي له خلال 24 ساعة. اقرأ معي فضلاً (تعليق الإعلانات يعني أنه سيكون أمامك 24 ساعة لاتخاذ إجراء بشأن الإعلانات الجديدة التي تستهدف المواضيع قبل أن يُسمح تلقائيًا بعرضها على مواقعك، قد يكون لتعليق الإعلانات للمراجعة تأثيرٌ سلبي) انظر إلى كلمة "سلبي" أي أنه ستقل الأرباح، وتنتظر الإعلانات، ويؤثر ذلك على العائد، لكننا نحاول بكل طاقة أن نجعل رزقنا حلالا، على الرغم من أنه ليس بالضرورة أن يكون الموقع يعرض صورة مخلة على موقعي أو موقعه أيضاً، فقد تتغير السلعة من وقت لآخر، وليس بالضرورة أيضاً أن يكون في الفئة الإعلانية الكاملة كل مواقعها سيئة، بالعكس هناك العديد من المواقع المفيدة فعلاً، ولعلك أنت نفسك -سيدي الفاضل- تود شراء جهاز تخسيس البطن مثلا، ونحن منعنا الإعلان عنك، وهو عادي ومباح، وليس به صور مخلة، لكننا نفعل ذلك محاولة منا في إحكام قبضتنا على الحلال أكبر قدر ممكن، وبكل طاقتنا. بالإضافة إلى ذلك أيضاً أن الوسائل الموضحة أعلاه من فلترة وحجب الكثير من المواقع، بل والفئات نفسها يؤثر بشكل ضخم جدا على الربح والعائد، لكن كله يهون ليكون الربح حلالاً. رغماً عن ذلك كله فنحن لا نضمن أننا سيطرنا بذلك على 100% من الإعلانات، ولن أقول أيضا إننا نكاد نصل لـ99% من ذلك فعلا في ظل الإمكانات المتاحة أمامنا، لكن تلك حواسيب تخطئ وتصيب، ونحن بشر نخطئ ونصيب ونسهو، وهذه معاملات شأنها شأن باقي حياتنا التي لا تنضبط 100% برغم كل الالتزام. وفي ظل ما سبق، هل بعد تلك الفلاتر القوية، وسعينا لتحقيق ربح حلال بشتى الطرق، ونيتنا السليمة في الربح الشرعي، يجيز لنا التعامل مع هذا البرنامج؟ صدقوني فالآلاف ولن أقول الملايين ينتظرون إجابة شافية وواضحة وتراعي كل شيء، حيث إن الكثير من الشباب لا يجد عملاً، وكثير منهم متزوجون ولا وظائف ولا شيء آخر. ولا أُبرر الخطأ، لكن لتوضيح كامل الصورة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمعلوم أن الفتوى تتغير بتغير الحال والواقع، والأحكام تدور مع عللها وجودا وعدما، وراجع في ذلك الفتاوى التالية أرقامها: 25069، 14485، 211204.

وبناء على هذا، فإذا كان الشأن أن الموقع قد أصبح يتيح للمتعاملين معه حجب ما ﻻ يريدون عرضه بمواقعهم، وفلترة اﻹعلانات التي يعرضونها؛ بما يتيح لهم التحكم فيما يعرض، وﻻ يفوتهم من ذلك الا النادر اليسير لخطإ أو غفلة ونحوه، فلا بأس بالتعامل معه، والتكسب من عرض الإعلانات المباحة. والنادر واليسير لا تأثير له. ونسال الله أن يغنيكم بحلاله عن حرامه، ويرزقكم من خشيته ما يحول بينكم وبين معصيته.

هذا والمسلم يستحضر دائما قول الله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا {الطلاق: 2 - 3}. نسأل الله أن يرزقنا وإياكم الحلال الطيب المبارك.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني