الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا بد من رد المظالم إلى أهلها أو تحصيل البراءة منهم

السؤال

بسم اللّه الرحمن الرحيم أرجوالتفصيل :الحمد للّه الذي هداني أخيراً إلى طريقه القويم لقد كنت أسرق من أبي النقود لكي ألبّي هذه الشهوات التي كانت تأسر قلبي، وبعد توبتي سمعت من العلماء أنّ من شروط التوبة إرجاع الحقوق إلى أصحابها(أبي)والذي يشغلني الآن كيف ذلك؟فأنا طالب لا أملك النقود التي تمكنّني من إرجاع هذا الحق.ولست أدري ماذا أفعل فأنا لا أملك الشجاعة لكي أصارح أبي بفعلي الكبير خاصة وأنّه عكر المزاج.فهل يقبل اللّه توبتي إذا قررت عدم إخباره وقررت إرجاع النقود إليه عندما أكبر وأستطيع أن انفق على نفسي.وإذا توفيت قبل مقدرتي على ذلك فهل يغفر اللّه لي ذلك وكذلك الحال إذا مات أبي قبل إرجاع النقود إليه، أرجو الإفادة مع التوضيح الصريح

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فاعلم أن للتوبة شروطاً ثلاثة بالنسبة للمعاصي التي ليس فيها حقوق الآدميين، وهذه الشروط هي: الإقلاع عن المعصية حالاً، والندم على فعلها في الماضي، والعزم عزماً جازماً على أن لا يعود إلى مثلها أبداً، وإن كانت المعصية تتعلق بحق الغير، فإنه يشترط فيها رد المظالم إلى أهلها، أو تحصيل البراءة منهم، فالأحوط لك إذاً أن تصارح أباك بما صدر منك وتستغفره عازماً على أن لا تعود إلى مثل هذا الفعل.
وإن لم تكن قادراً على ذلك فاطلبه المغفرة في الجملة، واستغفر الله كثيراً، وواظب على فعل الخير مع العزم على رد الحقوق متى استطعت، وانظر الفتوى رقم:
21098
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني