الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معرفة العقيدة من أهم أسباب السلامة من الوقوع في الشرك

السؤال

ماذا على من يجد نفسه أحيانا واقعا في أمور مخرجة من الملة لم يكن يعلمها، وهو الآن يعتقد أنه يتمتع بعقيدة صحيحة، لكنه من قبل كان يعيش في مجتمع من أهل الصوفية، ولم يعد يستغيث بالأموات، ولكنه يجد أحياناً أن لديه خللاً عقدياً كبيراً؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنه يجب على المسلم أن يتفقه في أمور الدين ولاسيما أمور التوحيد، فهي أهم ما ينبغي الاعتناء به لأنها أساس الدين، وقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أرسل معاذا إلى اليمن أوصاه وقال: إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى. رواه البخاري.

وينبغي التفقه في جزئيات شعب الإيمان وشعب الكفر والنفاق، والتعرف على الشرك الأصغر والأكبر حتى يطمئن العبد على إيمانه وتوحيده لخالقه، وللسلامة من الوقوع في خطر الشرك بسبب جهله عليه أن يكثر من الدعاء الذي أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إليه أبا بكر رضي الله عنه، حيث قال له: والذي نفسي بيده للشرك أخفى من دبيب النمل ألا أدلك على شيء إذا قلته ذهب عنك قليله وكثيره، قل: "اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم. رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني.

وإذا كان الإنسان تربى في جو بعيد عن العلماء وأهل السنة وفاته التفقه في بعض الجزئيات، ثم أحس بعد ذلك بأنه واقع في أمور شركية كان يجهلها، فعليه أن يقلع عنها ويتوب إلى الله منها فوراً، وهو إن شاء الله معذور لجهله فيما سبق.

إذ أن من شروط تكفير الشخص انتفاء الجهل عنه وإقامة الحجة عليه، كما نص عليه شيخ الإسلام، ويدل له الحديث: كان رجل يسرف على نفسه فلما حضره الموت قال لبنيه إذا أنا مت فأحرقوني ثم اطحنوني ثم ذروني في الريح، فوالله لئن قدر علي ربي ليعذبني عذاباً ما عذبه أحداً، فلما مات فعل به ذلك، فأمر الله الأرض فقال اجمعي ما فيك منه، ففعلت فإذا هو قائم، فقال: ما حملك على ما صنعت، قال: يا رب خشيتك، فغفر له. رواه البخاري ومسلم.

هذا ونوصيك بالحرص على الاستقامة ومصاحبة أهل السنة والجماعة ومواصلة طلب العلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني