الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم حضور البنت الصغيرة حفلا تلبس فيه ملابس الرجال

السؤال

هل يجوز لابنتي التي عمرها 8 سنوات، المشاركة في الاحتفالات بالمدرسة؟
وإذا كان من ضمن الاحتفالات أن ترتدي البنات ثياب الرجال، مثل ثياب الجيش والشرطة، وثوب وشماغ، ويقمن بمسيرة حول المدرسة.
فهل يجوز لها المشاركة في تلك المسيرة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالأطفال في مثل هذه السن غير مكلفين، فقد ثبت في المسند والسنن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل.

فلو شاركت ابنتك في هذه الاحتفالات، واشتملت على ما يخالف الشرع، لم تكن آثمة. ولكن يجب على الوالدين أن يصونوا أولادهم عن كل ما قد يعتادون بسببه على الوقوع في المعاصي؛ فهم أمانة عندهم.

قال السعدي عند تفسيره قوله تعالى: يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ{النساء:11}: أي: أولادكم -يا معشر الوالِدِين- عندكم ودائع، قد وصاكم الله عليهم، لتقوموا بمصالحهم الدينية والدنيوية، فتعلمونهم وتؤدبونهم، وتكفونهم عن المفاسد، وتأمرونهم بطاعة الله وملازمة التقوى على الدوام، كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ. فالأولاد عند والديهم موصى بهم، فإما أن يقوموا بتلك الوصية، وإما أن يضيعوها، فيستحقوا بذلك الوعيد والعقاب. اهـ.
وقد منع بعض أهل العلم الولي من إلباس الصبي الذهب والحرير، والمسألة محل خلاف، وبعض من منع من ذلك جعله مطردا في كل المحرمات، فعلى القول بالمنع يجب على الأولياء منع البنات من لبس ملابس الذكور، وعلى القول الآخر لا يجب منعهن من ذلك، وراجعي الفتوى رقم: 186371.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني