الاقتباس من القرآن منه ما يحمد ومنه ما يذم

26-5-2011 | إسلام ويب

السؤال:
ذات يوم كنت أقرأ ما حفظته من سورة التحريم على الشيخ، فوصلت إلى الآية: يا أيها الذين آمنو توبوا إلى اللَّـه الآية، فقرأت: يا أيها الذين آمنوا ـ وسكتتّ، لأنني نسيت الذي بعدها، وحاولت أن أتذكر ولم أستطع، فقلت للشيخ: لقد نسيتها، فقال لي: حاول أن تأتي بها، وأعطاني مهلة، فلم أستطع أن أكمل، فقال الشيخ: ارجعوا إلى اللَّـه، فقلت له: لا أقصد ليس ذلك تكملة للآية، فضحك، وقد استغربت من ضحكته، فقام بعد ذلك بتقريب معنى التوبة إلى ذهني حتى أتذكر الآية بأن قال ـ ما معناه: إذا الواحد فعل المعاصي فماذا يفعل؟ وبعدها تذكرت الآية وأكملت، فهل ما فعله الشيخ يتنافى مع تعظيم كتاب اللَّـه وآياته؟ وفي مرة سمعته يقول لأحد الطلبة ـ واسمه يحيى ـ لما ناداه ليقرأ عليه: يا يحيى خذ الكتاب بقوة ـ وقال لأحد الطلبة لما عزمه على كأس ماء فأبدى الطالب عدم حاجته للماء فأصر عليه أن يأخذ، فأخذه الطالب عن خجل، فقال له الشيخ مازحا بعد أن أعطاه الماء: إن كنت لا تريد الماء فلا إكراه في الماء، إنني أنفر لما أسمع مثل ذلك، فهل ذلك تشدد وتنطع مني؟ أم هو الواجب علي فعله؟.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنحن أولا نحب أن ننبهك إلى ضرورة ترك التنطع والغلو في هذا الباب، وإلى ضرورة إحسان الظن بالمسلمين عموما وبأهل العلم والقرآن خصوصا، والذي ينبغي لطالب العلم أن يوقر شيخه ويتأدب معه ويحمل أفعاله على أحسن المحامل ليكون أنفع له في الأخذ عنه والاستفادة منه، وما فعله هذا الشيخ معك، فإن مقصوده ـ كما هو الظاهر ـ تقريب معنى الكلمة إليك لتصل إليها أنت فيكون ذلك أرسخ لها في ذهنك فلا حرج في ذلك ـ إن شاء الله ـ وأما ما ذكرته بعد عنه فإنه من الاقتباس الذي ينقسم إلى ما يحمد وما يذم فينبغي تركه، وإنما يذم منه ما كان فيه استعمال للقرآن في غير ما هو له، والظاهر أن ما فعله هذا الشيخ ليس من هذا الباب، وقد بينا أحوال الاقتباس من القرآن ومتى يكون حسنا ومتى لا يحسن في الفتوى رقم: 152555، فانظرها.

وانظر أيضا للفائدة الفتوى رقم: 148445.

والله أعلم.

www.islamweb.net