هل تلزم طاعة الزوج في السفر على سفينة لا تخلو من المنكرات

22-8-2012 | إسلام ويب

السؤال:
سؤالي هو: زوجي طلب مني الذهاب معه في رحلة بحرية مروراًً بعدة دول وأنا متخوفة من الذهاب إلى هذه الرحلة لما تحمل فيها السفينة من معاص وذنوب وغضب لله تعالى، ومدة الرحلة أسبوع تقريبا، وزوجي طلب مني الذهاب معه بصريح العبارة لكي لا يقع في الحرام هناك، وقال لي لو أردت لذهبت مع أصدقائي، ولكنني لا أريد أن أضع نفسي في الحرام وإذا لم تذهبي فسأذهب ولن أغير رأيي وأنا خائفة من غضب الله أن يحل علينا في السفينة وخائفة أيضاً إذا تركت زوجي يذهب وحده، أفتوني جزاكم الله خيرا فأنا في حيرة من أمري.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد نص أهل العلم على وجوب طاعة الزوجة زوجها في الانتقال بها من مكان إلى آخر إن لم يمنع من ذلك مانع شرعي، وقد نقلنا نصوصهم في هذا بالفتوى رقم: 72117، فلتراجع للأهمية.

وعليه، فالأصل وجوب طاعتك زوجك والسفر معه، وما ذكرت من أمر المعاصي والذنوب، فإن كان بالإمكان أن تكونوا في مكان من السفينة بحيث لا ترون المنكر ولا تسمعونه فلا يلحقكم إثم ـ إن شاء الله ـ فقد نص الفقهاء على أنه لا حرج على المسلم في التواجد في مكان فيه منكر لا يراه ولا يسمعه، قال صاحب الروض المربع ـ وهو من كتب الحنابلة ـ عند الكلام عن إجابة الدعوة المشتملة على أمر محرم: وإن علم المدعو به ـ أي بالمنكر ـ ولم يره، ولم يسمعه خير بين الجلوس والأكل والانصراف لعدم وجوب الإنكار حينئذ..... اهـ.  

وعلى فرض أن زوجك عاص بسفره، فإن معصيته لا تمنعك من طاعته في السفر معه، فقد جاء في حاشية البجيرمي على الخطيب من كتب الشافعية: وَامْتِنَاعُ الْمَرْأَةِ مِنْ السَّفَرِ مَعَ الزَّوْجِ نُشُوزٌ وَلَوْ كَانَ سَفَرُهُ مَعْصِيَةً، لِأَنَّهُ لَمْ يَدْعُهَا لِمَعْصِيَةٍ، بَلْ لِاسْتِيفَاءِ حَقِّهِ. 

أما إذا كان سفرك معه يستلزم وقوعك في معصية فلا يلزمك طاعته والسفر معه، بل لا يجوز لك طاعته، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

والله أعلم.

www.islamweb.net