حكم قول: "إن الله لن يستجيب دعاء فلان أبدًا"، وهل ذلك سبب عدم استجابة الدعاء؟

7-10-2018 | إسلام ويب

السؤال:
ذات مرة قلت باستهزاء عن أشخاص دون علمهم: "إن الله لن يستجيب دعاءهم أبدًا"، وبعد ذلك أصبحت أدعو بأمور كثيرة، ولا يستجاب لي، فهل هذا بسبب ما قلت؟ أريد أن أتوب، فكيف أتوب؟

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن مثل هذه العبارة الشنيعة من التأَلِّي على الله، وهو من المحرمات، وقد سئل ابن عثيمين عن قول بعض الناس إذا شاهد من أسرف على نفسه بالذنوب: فلان بعيد عن الهداية، أو عن الجنة، أو عن مغفرة الله، فما حكم ذلك؟

فأجاب بقوله: هذا لا يجوز؛ لأنه من باب التألِّي على الله - عز وجل -، وقد ثبت في الصحيح «أن رجلًا كان مسرفًا على نفسه، وكان يمر به رجل آخر، فيقول: والله، لا يغفر الله لفلان، فقال الله - عز وجل -: من ذا الذي يتألَّى عليَّ أن لا أغفر لفلانّ؟ قد غفرت له، وأحبطت عملك.

ولا يجوز للإنسان أن يستبعد رحمة الله - عز وجل -، كم من إنسان قد بلغ في الكفر مبلغًا عظيمًا، ثم هداه الله، فصار من الأئمة الذين يهدون بأمر الله - عز وجل -، والواجب على من قال ذلك أن يتوب إلى الله؛ حيث يندم على ما فعل، ويعزم على أن لا يعود في المستقبل. اهـ. من مجموع فتاواه.

وأما عن شروط التوبة من مثل ذلك، فراجعي فيه الفتوى: 319354.

وأما عن إجابة دعائك: فاعلمي أولًا أن استجابة الدعاء، لا يلزم أن تكون بإعطاء السائل عين ما سأل، ولا في الوقت الذي يريده، بل استجابة الدعاء تكون بإحدى ثلاث، وردت في حديث أبي سعيد -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم، ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها، قالوا: إذن نكثر، قال: الله أكثر. أخرجه أحمد، وصححه الحاكم.

فلا يمكن أن يعلم أحد بأن أدعيتك لم تُستجب أصلًا، ومن باب أولى ألا يعلم أحد سبب عدم استجابة دعائك -إن فرضنا أنه لم يستجب-.

لكن الذنوب عمومًا من أسباب رد دعاء من لم يتب منها، قال ابن رجب: وقوله صلى الله عليه وسلم: فأنى يستجاب لذلك!؟ معناه: كيف يستجاب له؟! فهو استفهام وقع على وجه التعجب والاستبعاد، وليس صريحًا في استحالة الاستجابة، ومنعها بالكلية، فيؤخذ من هذا أن التوسع في الحرام، والتغذي به من جملة موانع الإجابة، وقد يوجد ما يمنع هذا المانع من منعه، وقد يكون ارتكاب المحرمات الفعلية مانعًا من الإجابة أيضًا، وكذلك ترك الواجبات، كما في الحديث أن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يمنع استجابة دعاء الأخيار، وفعل الطاعات يكون موجبًا لاستجابة الدعاء. اهـ.

والله أعلم.

www.islamweb.net