الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فزادك الله حرصًا على الخير، ورغبةً فيه.
واعلمي أن الدعوة إلى الله تعالى من أعظم الوظائف، وأشرف المهام، فهي وظيفة الرسل، ومن تبعهم بإحسان، قال الله تعالى: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي {يوسف:108}.
فلا تملّي من الدعوة إلى الله، ولا تيأسي من هداية هؤلاء البعيدين عن الطاعة؛ فإن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن، يقلّبها كيف يشاء.
وعليك أن تدعي لهم بالخير؛ فإن الدعاء من أعظم وسائل تحقيق المطلوب، ودفع المرهوب.
ثم استعيني بكل وسيلة ممكنة؛ كإرسال الرسائل عبر تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي، وإهداء الكتيبات، والمطويات النافعة، ونحو ذلك، مما عسى أن يكون مفيدًا.
واستمرّي في التلطف لهم، واللين معهم، والإحسان إليهم.
وتحمّلي ردودهم الجافية، وإن ضايقتك، وقابليها بالإحسان؛ فإن الله يقول: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصلت:34}.
وكوني قدوة صالحة لهم في تفّوقك، واجتهادك؛ ليعلموا أن الالتزام والاستقامة سبب من أسباب النجاح، وحصول الخير في الدنيا والآخرة -وفقك الله لما فيه رضاه-.
والله أعلم.