المقصد من القراءة الذكر والتدبر

27-2-2001 | إسلام ويب

السؤال:
عند قراءتي آية الكرسي أو غيرها عند الصباح أو قبل النوم، لا أتمعن في معانيها، بل أقرؤها بشكل سريع، وذلك لكثرة قراءتي لها. فما الحكم؟ وشكرًا.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد قال الإمام النووي ‏‎-‎رحمه الله ‏‎-‎‏ اعلم أن تلاوة القرآن هي أفضل الأذكار، ‏والمطلوب القراءة بالتدبر‎…‎‏. وقال: ينبغي للقارئ أن يكون شأنه الخشوع ‏والتدبر والخضوع، فهذا هو المقصود المطلوب، وبه تنشرح الصدور وتستنير ‏القلوب، ودلالته أكثر من أن تحصر، وأشهر من أن تذكر. وقد بات جماعة ‏من السلف يتلو الواحد منهم آية واحدة ليلة كاملة، ومعظم ليلة يتدبرها عند ‏القراءة.

وقال أيضاً في كتابه الأذكار: المراد من الذكر حضور القلب، فينبغي ‏أن يكون هو مقصود الذاكر، فيحرص على تحصيله، ويتدبر ما يذكر، ‏ويتعقل معناه. فالتدبر في الذكر مطلوب، كما هو مطلوب في القراءة ‏لاشتراكهما في المعنى المقصود‎…‎إلخ.

ومما يدل على أهمية التدبر لآيات القرآن ‏قوله تعالى: كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ‏‏[ص:29].‏

وقد عاب الله على قوم لا يتدبرون القرآن فقال: أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [محمد: 24]، وقال ‏تعالى: لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ [الحشر:21].

ومن هنا نقول للسائل الكريم: احرص على التدبر والتأمل والخشوع عند ‏قراءتك لآية الكرسي وغيرها، ففي القراءة بطمأنينة راحة للنفس وطمأنينة ‏لها، كما قال تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [الرعد: 28].

وكثرة قراءتك لذلك لا تبرر قراءتها بدون ‏تمعن، لأن القرآن الكريم، وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم الكريم مليئان ‏بالفوائد والعبر والمعاني، فقد يظهر لك معنى قد خفي عليك لزمن طويل. ‏وهذا مجرب. وقد تكون هذه آخر قراءة تقرؤها، كما قال صلى الله عليه ‏الصلاة والسلام: وصل صلاة مودع. رواه ابن ماجه والحاكم، مع أن المسلم ‏يصلي كل يوم خمس مرات.‏

والله أعلم.

www.islamweb.net