الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2664 حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا معاوية بن صالح عن الحسن بن جابر اللخمي عن المقدام بن معدي كرب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا هل عسى رجل يبلغه الحديث عني وهو متكئ على أريكته فيقول بيننا وبينكم كتاب الله فما وجدنا فيه حلالا استحللناه وما وجدنا فيه حراما حرمناه وإن ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حرم الله قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن الحسن بن جابر اللخمي ) الكندي مقبول من الثالثة وذكره ابن حبان في الثقات .

                                                                                                          قوله : ( ألا ) حرف التنبيه ( هل عسى ) أي قد قرب ( يبلغه الحديث عني ) خبر عسى وفي رواية أبي داود : ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه ألا يوشك رجل شبعان على أريكته . قال [ ص: 356 ] الطيبي : في تكرير كلمة التنبيه توبيخ وتقريع نشأ من غضب عظيم على من ترك السنة والعمل بالحديث استغناء بالكتاب فكيف بمن رجح الرأي على الحديث انتهى قال القاري : لذا رجح الإمام الأعظم الحديث ولو ضعيفا على الرأي ولو قويا ، انتهى ( فيقول بيننا وبينكم كتاب الله فما وجدنا فيه حلالا استحللناه وما وجدنا فيه حراما حرمناه ) . وفي رواية أبي داود : عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه ( وإن ) هذا ابتداء الكلام من النبي -صلى الله عليه وسلم- والواو للحال وفيه التفات ويحتمل أن يكون من كلام الراوي وهو بعيد ( ما حرم ) قال الأبهري ما موصولة معنى مفصولة لفظا أي الذي حرمه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غير القرآن ( كما حرم الله ) أي في القرآن وفي الاقتصار على التحريم من غير ذكر التحليل إشارة إلى أن الأصل في الأشياء إباحتها . وقال ابن حجر : أي ما حرم وأحل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما حرم وأحل الله .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث غريب ) وأخرجه أبو داود وابن ماجه والدارمي .




                                                                                                          الخدمات العلمية