الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      ابن المدبر

                                                                                      الوزير الكبير أبو إسحاق ، إبراهيم بن محمد بن عبيد الله بن المدبر الضبي . أحد البلغاء والشعراء ، وزر للمعتمد . وهو أخو أحمد بن المدبر ، ومحمد .

                                                                                      حكى عنه : علي الأخفش ، وجعفر بن قدامة ، وأبو بكر الصولي ، وغيرهم .

                                                                                      ولم يكن أحد من كتاب الترسل يقاربه في فنه وتوسعه ، ولم يزل عالي [ ص: 125 ] المكانة إلى أن ندب إلى الوزارة ، في سنة ثلاث وستين ومائتين ، فاستعفي لكثرة المطالبة بالمال .

                                                                                      وكان وافر الحشمة ، كثير البذل ، وفيه يقول أبو هفان .

                                                                                      يا ابن المدبر أنت علمت الورى بذل النوال وهم به بخلاء     لو كان مثلك في البرية واحد
                                                                                      في الجود لم يك فيهم فقراء

                                                                                      وله أخبار طويلة في " تاريخ " ابن النجار .

                                                                                      مات سنة تسع وسبعين ومائتين .

                                                                                      ومات أخوه أحمد بن المدبر أبو الحسن الكاتب السامري سنة [ ص: 126 ] سبعين ، قبله . وكان ولي مساحة الشام للمتوكل ، وكان بليغا مترسلا ، صاحب فنون ، يصلح للقضاء . وللبحتري فيه مدائح .

                                                                                      ثم ولي خراج مصر مع دمشق . ثم قبض عليه أحمد بن طولون ، وسجنه وعذبه ، ثم طلبه ، وقال : كيف حالك ؟ فقال : أخذك الله من مأمنك يا عدو الله . فأمر بقتله . وقيل : بل هلك في السجن .

                                                                                      ولإبراهيم أخبار مع عريب المغنية ، في تعشقه لها وأنها بعد أن عجزت زارته يوما في جواريها ، فوصلها بنحو من ألفي دينار ذلك اليوم .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية