صراع الأدمغة بين كتائب القسام وجهاز الشين بيت الصهيوني

28/12/2002| إسلام ويب

مجاهدوا القسام ينفذون عملية نوعية ضد أحد مجرمي جهاز الشين بيت بعد مطاردته لعدة سنوات وتعمم أوصاف الضباط على مجاهديها.
وجهت كتائب عز الدين القسام ضربة قوية لجهاز الشين بيت الصهيوني عندما تمكن مجاهدوها في عملية نوعية من استدراج الضابط الكبير المكلف بملف اختراق حركة حماس وإطلاق النار عليه وإصابته بجروح بالغة الخطورة .ومنعت سلطات الاحتلال وسائل الصهيونية من التحدث عن هذه العملية .
وقد تمكنت كتائب عز الدين القسام بعد مطاردة استمرت عدة سنوات وبعد صرع مرير وصراع أدمغة من كشف هوية الضابط الصهيوني المكنى(أبو أسامة) الذي تنكر بصورة مواطن فلسطيني واستدرجته في عملية معقدة إلى بلدة الرام شمال القدس المحتلة حيث أطلق مجاهد ثلاث رصاصات عليه وأصابه بجروح بالغة الخطورة في السادس عشر من شهر تشرين الماضي .

ومنع جهاز الشين بيت وسائل الإعلام الصهيونية من نشر خبر العملية الجريئة والنوعية لكتائب القسام فيما فضلت كتائب القسام عدم الإعلان مباشرة عن العملية البطولية لأسباب تتعلق بأمن المجاهدين الذين أوقعوا بالضابط الصهيوني الكبير .
وتكمن أهمية النيل من ضابط الشين بيت المكنى أبو أسامة كونه يقف وراء اغتيال عدد من شهداء كتائب عز الدين القسام من بينهم الشهيد إسلام أبو رميلة وزهير فراح من مدينة القدس المحتلة والشهيد القسامي عبد المنعم أبو حميد من مخيم الأمعري الذي صفى مسئول جهاز الشين بيت في رام الله نوعام كوهين والشهيد إبراهيم ياغي من مدينة أريحا والشهيد عبد الرحمن العاروري من رام الله والشهيد إبـراهيم عاشور وغيرهم من الشهداء إضافة إلى عشرات الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني .

ولم يكن الوصول إلى مسئول ملف اختراق حركة حماس بالأمر السهل حيث عمل جهاز الشين بيت بكامله على توفير الحماية والأمن الشخصي له من خلال سلسلة طويلة من التدابير الأمنية إضافة إلى أن الجميع كان يعتقد أن ( أبو أسامة) أو ( أبو مصعب ) هو عميل فلسطيني الأمر الذي جعل مطاردته وكشف هويته أمرا معقدا بل ومستحيلا في كثير من الأحيان .
وتعود بداية مطاردة الضابط الصهيوني ومساعديه إلى العام 1992 عندما لاحظت كتائب عز الدين القسام أن هناك عددا من الشباب المتحمس الذين غرر بهم من خلال هؤلاء الضباط وبمساعدة بعض العملاء يعملون تحت اسم كتائب عز الدين القسام مستغلين السرية التامة التي يعمل بها الجهاز العسكري .

وقبل عدة أشهر بدأت تتجمع بعض الخيوط لدى كتائب عز الدين القسام من خلال مراقبة العميل يوسف عرسان عرار من قرية قراوة بني زيد الطالب في كلية الهندسة بجامعة القدس المحتلة والذي لوحظ أنه يظهر تأييدا واسعا للحركة الاسلامية ويقيم اتصالات واسعة مع طلبة الجامعات وشباب المساجد في منطقته ويرتاد العديد من الجمعيات والمؤسسات.
واستطاعت كتائب عز الدين القسام عبر مراقبة طويلة للعميل يوسف عرار اختراق الصف المقرب منه وتمكن أحد مجاهديها من إظهار موافقته على الانضمام لـخلية عرض عليه العميل عرار الانضمام إليها تحت شعار جمع معلومات أمنية لصالح كتائب عز الدين القسام .

وكم كانت دهشة المجاهد عندما وجد نفسه وجها لوجه أمام الضابط الصهيوني الذي طالما بحثت عنه كتائب عز الدين القسام وكان يقف وراء اغتيال عدد من كوادرها ، وعرفه من بعض المعلومات التي تمكنت الكتائب جمعها عنه ، رغم أنه حتى ساعة اللقاء هذه كان يعتقد أن هذا الشخص عميل فلسطيني وذلك بسبب ملامحه الشبيهة بالعرب ولإتقانه اللغة العربية بصورة مطلقة وإجادته اللهجة العامية .
وتمكن المجاهد من خداع الضابط الصهيوني الذي طالما خدع العشرات من الشباب الفلسطيني المتحمس وأظهر موافقته على مطالب الضابط الصهيوني حتى لا يثير شكوكه .

ولم تضيع كتائب عز الدين هذه الفرصة التي سعت إليها منذ عدة سنوات وكان لا بد من النيل من هذا الضابط عبر عملية معقدة خاصة أن هناك الكثير من المعوقات التي لا بد من تجاوزها حيث يختار هؤلاء الضباط أماكن اللقاء من العملاء بالقرب من الثكنات العسكرية إضافة إلى وجود حراسة مشددة وغير ظاهرة عليهم بعد أن تكررت محاولات المس بهم من قبل المجاهدين .

واستطاع مجاهدو كتائب القسام استدراج الضابط الصهيوني ( أبو أسامة ) إلى مفرق الرام على بعد عدة أمتار من الثكنة العسكرية المقامة ، وهناك أشهر المجاهد القسامي مسدسه وأطلق ثلاث رصاصات على المجرم ليصيبه بجراح خطيرة وينسحب من المكان قبل أن يفيق عناصر الأمن الصهيوني السِّريون وجنود الاحتلال من الصدمة التي أذهلتهم .

في هذا الوقت كان عدد من مجاهدي كتائب القسام واستكمالا للعملية النوعية ضد الضابط الصهيوني يقومون باختطاف العميل يوسف عرار ويخضعونه لتحقيق مكثف اعترف من خلاله بالمخطط الرهيب الذي كانت المخابرات الصهيونية أعدته للنيل من مجاهدي الشعب الفلسطيني .
وأكد أهالي قراوة بني زيد أن العميل يوسف عرار اعترف في المسجد القرية وأمام سكان القرية أنه ارتبط مع ضابط المخابرات الصهيونية المسمى أبو عمر عن طريق العميل محمد جمال عرار الذي أرسلته المخابرات الصهيونية في مهمة إلى الأردن ويعتقد أنه موجود حاليا هناك أو تم إرساله إلى بريطانيا في مهمة اختراق لصالح المخابرات الصهيونية .

وأكد الأهالي أن العميل يوسف عرار اعترف أنه رفع مئات التقارير بالمجاهدين والمناضلين من أبناء قريته ومن طلبة جامعة القدس والتي كانت السبب في اعتقال العشرات .
وبحسب اعترافات العميل عرار فإن مهمته مع ضباط المخابرات الذين تبدلوا في العلاقة معه وتسموا بألقاب : ( أبو عمر ، أبو أسامة ، أبو خالد ، أبو عبد الله ) هو تشكيل تنظيم وهمي يقدم نفسه على أنه أحد أجنحة كتائب عز الدين القسام ويختص بالأمن وجمع المعلومات عن المطاردين من أبناء الكتائب من اجل توفير الملجأ الآمن لهم والتعرف على الذين يرغبون في تنفيذ عمليات استشهادية من أجل إرشاد الكتائب عليهم .

وأكد العميل عرار في اعترافاته أمام أهالي قريته أنه تم التغرير بعشرات الشباب المتحمس للعمل الفدائي والجهادي وقاموا بجمع معلومات خطيرة ودقيقة أدت إلى اعتقال العشرات خصوصا من أبناء حماس وكتائب شهداء الأقصى .
واعترف العميل عرار انه قام بمراقبة مركز نون للدراسات القرآنية الموجود في مدينة البيرة ورفع تقارير عن الشباب الذين يدرسون فيه كما قام بمراقبة العديد من المساجد في مدينتي رام الله والبيرة وغيرها من المؤسسات .

وكشف العميل عرار عن الآليات التي تستخدمها المخابرات الصهيونية من أجل الإيقاع بالشباب وإيهامهم أنهم في تنظيم حقيقي حيث يتم أخذهم إلى منطقة في الخان الحمر ويتم تدريبهم على السلاح بين الأشجار ، كما تم أخذهم إلى منطقة كفر عقب شمال القدس . وكان يقوم ضباط من المخابرات الذي كان يرتدي بعضهم زيا يضع عليه شعار كتائب القسام .
يذكر أنه يوجد في تلك المنطقتين معسكرات قريبة تابعة للجيش الصهيوني وذلك من أجل توفير الحماية الكاملة لضباط المخابرات تحسبا من انكشاف أمرهم لدى أحد هؤلاء الشبان .

وبعد أن يتم الإيقاع بالشاب من خلال العنصر الثقة في أذهان الشباب يتم ربطه مباشرة مع ضابط المخابرات ويقطع صلته مع الشخص الذي نظمه حتى لا يعلم أحد ماذا يفعل الآخر وحتى لا يتم كشف حيلهم . كما أنهم يجعلون الشاب يحلف على المصحف ثلاثة أيمان مغلظة بأن لا يتحدث في هذا الأمر مع أي إنسان حتى ولو كان أقرب الناس إليه الأمر الذي يصعب عملية كشف ارتباطهم .
وأشار العميل عرار في اعترافاته أن المخابرات الصهيونية تركز على طلاب الجامعات ومن أماكن مختلفة من أجل إيجاد أكبر عدد ممكن من الخلايا الموازية لخلايا العمل الجهادي الحقيقي ، لأن طلاب الجامعات أكثر فئة مستعدة للتضحية كما أكد أنه عمل على تنظيم أشخاص في مختلف الضفة الغربية .

وأشارت مصادر مطلعة أن كتائب عز الدين القسام حصلت من العميل عرار على أوصاف كافة الضباط الصهاينة الذين ارتبط بهم ، فيما يبدو أنه حلقة جديدة من حلقات المطاردة تعتزم كتائب القسام القيام بها ضد أعداء الشعب الفلسطيني .
وفي أعقاب اعترافات العميل عرار وانتهاء التحقيق معه من قبل مجاهدي كتائب عز الدين القسام قامت المخابرات الصهيونية باعتقاله وأخذت وسائل الإعلام الصهيونية تروج في كافة نشراتها الإخبارية أنه تم اعتقال يوسف عرسان عرار الذي كان يعتزم تفجير نفسه من أجل إيهام الشباب الذين غرر بهم وربطهم مع جهاز المخابرات بأنه إنسان مناضل حتى يستمر هؤلاء الشبان في علاقتهم مع ضباط المخابرات وليستكمل العميل عرار دوره القذر داخل زنازين الاحتلال .

وعمدت المخابرات الصهيونية في أعقاب العملية النوعية لكتائب القسام إلى منع وسائل الإعلام من نشر تفاصيلها فيما أشارت صحيفة يديعوت أحرنوت إلى الحادثة دون ذكر تفاصيلها .

وناشد بيان صادر عن كتائب عز الدين القسام ووزع في مدن الضفة الغربية كافة الطلاب والأشخاص الذين أقاموا علاقة مع العميل يوسف عرسان عرار من باب حسن النية بقطع هذه العلاقة فورا .
وفيما يلي نص البيان :

بسم الله الرحمن الرحيم
" ويمكرون ويمكر الله ، والله خير الماكرين "
بيان صادر عن كتائب الشهيد عز الدين القسام
بخصوص العملية النوعية ضد أحد ضباط المخابرات الصهيونية
يا جماهير شعبنا البطل :

بفضل الله ورعايته وبعد ملاحقة استمرت عدة سنوات ، وبعد عدة أشهر من صراع الأدمغة مع هذا العدو المجرم ، تمكن أحد مجاهدينا النيل من ضابط المخابرات المجرم والملقب بـ ( أبو أسامة ) والذي تلقب في الماضي بأسماء ( أبو حمزة) و ( أبو مصعب ) والمسئول بصورة مباشرة عن اغتيال عدد من مجاهدينا وأبطالنا في السنوات الماضية ، والتي طالت الشهداء : إسلام أبو رميلة ، وزهير فراح ، وعبد المنعم أبو حميد ، وإبراهيم عاشور ، وإبراهيم ياغي ، وعبد الرحمن العاروري وغيرهم من الشهداء ، والمسئول عن الإيقاع بعشرات المجاهدين واعتقالهم ، والذي كان مكلفا بملف الاختراق لحركة حماس وجهازها العسكري من خلال تشكيل تنظيم وهمي يعمل من خلاله على استقطاب الشباب المتحمس للجهاد والمقاومة .

وقد تم استدراج ضابط المخابرات يوم السادس عشر من شهر تشرين ثاني بالقرب من مفرق الرام ، حيث أطلق أحد مجاهدينا ثلاث رصاصات من مسدسه على المجرم للإجهاز عليه ، وعاد المجاهد إلى قواعده سالما . وتكتمت سلطات الإجرام الصهيوني عن نشر تفاصيل الخبر أو الإشارة إليه في وسائلها الإعلامية ، إلا أن صحيفة يديعوت أحرنوت أشارت إلى الحادثة وقالت إن ضابط المخابرات أصيب بجروح خطيرة واعتبرت الحادثة اختراقا نوعيا لحركة حماس .

وقد قامت مجموعة من كتائبنا بعد هذا الحادث باختطاف الساعد الأيمن لضابط المخابرات وهو العميل يوسف عرار من قرية قراوة بني زيد واعترف أنه كان مرتبطا مع المخابرات الصهيونية منذ أربع سنوات ، وجند على يد العميل محمد جمال عرار من نفس القرية والموجود حاليا في الأردن ضمن مهمة اختراق خارجية .

واعترف العميل يوسف عرار بخطط رهيبة وضعتها المخابرات الصهيونية للنيل من الشعب الفلسطيني ، واعتقلت سلطات الاحتلال هذا العميل بعد انتهاء التحقيق معه من قبل مجاهدينا وتم تسويقه في وسائل الإعلام الصهيونية على أنه أحد مجاهدي حماس ويريد تفجير نفسه ، وهي محاولة مكشوفة ومفضوحة للتغطية عليه ومن أجل مواصلة العمل مع عشرات الشباب الذين أوهمهم هذا العميل بأنه ينتمي إلى جهاز الأمن في كتائب عز الدين القسام ومهمته جمع المعلومات عن المطاردين من أجل توفير الحماية لهم ، وكذلك جمع المعلومات عن الشباب الاستشهاديين من أجل تعريف كتائب عز الدين القسام عليهم .

يا جماهير شعبنا المجاهد :
تؤكد كتائب عز الدين القسام أن المدعو يوسف عرار من قراوة بني زيد والطالب في قسم الهندسة بجامعة القدس هو عميل للمخابرات الصهيونية منذ أربع سنوات ، وتحذر كل من له علاقة به وخاصة طلاب جامعة القدس بكلياتها المختلفة وتطلب منهم قطع علاقتهم فورا مع ضباط المخابرات المجرمين الذين ربطهم بهم العميل يوسف عرار والذين يتكنون بـ ( أبو عمر ) و ( أبو خالد ) و ( أبو عبد الله ) .
يا جماهير شعبنا المجاهد :
إننا ونحن نزف هذا الخبر إليكم ـ والذي تأخرنا في الإعلان عنه لأسباب أمنية خاصة بالمجاهدين ـ لنجدد العهد بأن تبقى كتائبكم سدا منيعا أمام هذا العدو المجرم وفضح جرائمه بحق شعبنا وأهلنا ، وسنظل له بالمرصاد نلقنه الدروس يوما بعد يوم حتى يرحل عن أرضنا مدحورا مهزوما .
                                                  وإنه لجهاد نصر أو استشهاد
                                                  كتائب الشهيد عز الدين القسام
                                                                  25 / 12 / 2002          

&nbs

www.islamweb.net