الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السبرالكس هل هو إدماني تعودي؟ وهل يؤثر على الأعصاب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرا على جهودكم في هذا القسم، ولدي سؤال أتمنى أن أجد لديكم الرد الشافي، أنا شخصية متوترة وقلقة إلى حد ما، دائما أفكر كثيرا، وأحمل هم أي شيء، حيث أنني أكبر إخواني، وممكن لأي شيء أن يجعلني متوترا، لكن كنت في ضمن التوتر المقبول.

زادت حالتي خلال السنتين الأخيرة، وذلك بعد أن رزقني الله بمولودة -الله يحفظها- حيث أصبحت أكثر قلقا عليها من أي شيء، أخاف عليها من أي شيء أو من أن يصيبها أي مكروه.

دائما متوتر، وأنا أراقب تحركاتها، خوفها عليها من أي شيء، وأصبح عندي وسواس الأمراض، حيث أني إذا لاحظت أي عرض يحدث لي أو لغيري تجدوني أدخل الانترنت، وأبحث وأقرأ عنه لساعات مما يزيد من حالتي توترا وخوفا, عملي جيد والحمد الله، لكن فيه قليل من الضغط النفسي، وحياتي الزوجية مستقرة.

مشكلتي هي أنني كنت أشعر بالإرهاق كثيرا، وخاصة في فترة المساء بعد أن أنام ساعتين في المغرب تقريبا، بعد عودتي من العمل فأستيقظ وأنا كسول، وأحس بآلام بسيطة في العضلات تذهب وتأتي أحيانا.

علما بأن نشاطي الرياضي ضعيف، حيث لا أمارس أي نوع منها، ومن القلق، اشتريت جهاز ضغط أقيس فيه ضغطي بعض الساعات أجده مرتفعا أحيانا، وزيادة في عدد نبضات القلب عندما أكون متوترا، مع أني سبق أن أجريت تخطيطا للقلب، وكل شيء كان سليما.

ذهبت لعمل تحاليل دورية من بعدها، والنتائج كلها كانت سليمة -والحمد الله- لكن وجد أن عندي ارتفاعا من إنزيم alt الخاص بوظائف الكبد، حيث كانت النتيجة 116 والحد الطبيعي حسب المعمل من 21 - 72 ونصحني الطبيب العام بمراجعة أخصائي كبد.

من بعدها زادت معاناتي، حيث عملت جميع تحاليل الفيروسات والمناعة، وكلها كانت سلبية -والحمد الله- وتم تشخيص سبب الارتفاع بأنه دهون على الكبد، حيث ظهر ذلك من خلال الالتراساوند، لكن كان كلام الطبيب يقلقني بأن يكون عندي مرض في الكبد لا سمح الله، وصرت أذهب من طبيب إلى طبيب حيث زرت أكثر من 8 دكاترة في 6 مستشفيات في مدينتي بنفس هذا الخصوص خلال فترة قصيرة.

وكلهم نفس الكلام لم يعطوني أي علاج، وطلب مني إنزال الوزن فقط، مع العلم بأن وزني كان 84 وطولي 175 والآن أصبح وزني 78 لكن ليس بسبب الرياضة إنما بسبب القلق النفسي والتوتر والخوف، وصرت أعمل تحاليل كثيرة، وأكررها من مستشفى لمستشفى، والنتائج هي نفسها، وأجد نفسي بلا شعور أذهب إلى الطبيب وأطلب تحاليل، وأسأل حتى الصيدليات عن ذلك، وصرت أربط جميع تعبي السابق بهذا الشيء، مع أني زرت أكثر من طبيب في جميع التخصصات، ( الغدد الصماء, الروماتيزم, المناعة والحساسية, الباطنية) وكلهم يؤكدون لي بأني سليم، وبأن تحاليلي ممتازة؛ حيث إن نسبة الهيموجلوبين مثلا 15عدا ارتفاع انزيم واحد، بسبب الدهون، حيث وجد أن نسبة الكوليسترول لدي 217 لكن صرت قلقا زيادة ولا أرتاح إلا عندما أذهب للطبيب وأتحدث معه، وأرتاح ليوم أو اثنين، وبعدها ترجع لي نفس الوساوس والأفكار السيئة، وصرت لا أنام جيدا، وأرى منامات مزعجة، حتى اضطررت للذهاب إلى طبيب نفسي، والذي بدوره شخص حالتي بأن لدي قلقا عاما، وكتب لي دواء سبراليكس 10 مجم، بدأت أستخدمه منذ 12 يوما تقريبا أول 4 أيام نصف حبة، لكن شعرت بقلق وتوتر أكثر بداية العلاج، وعانيت جدا من الآثار الجانبية خلال هذه الفترة من دوخة وغثيان وتعرق فور تناولي للعلاج، وإسهال في بعض الأحيان، هذه الأعراض تكون غالبا في فترة الصباح، لكن في المساء أشعر براحة نوعا ما، وبهدوء حتى صرت ألاحظ بأن ضغطي أصبح طبيعيا، مع نبضات القلب.

أنا على أمل أن تخف هذه الأعراض خلال الأيام القليلة القادمة حسب إفادة الطبيب.

سؤالي: هل هذه الأعراض سوف تستمر معي خلال مدة تناولي للعلاج دائما؟ وهل هذا العلاج آمن؟ حيث سمعت من بعض الأشخاص بأنه لن أتمكن من تركه، حتى لو كان بالتدريج! وهل له أي آثار سلبية على الدماغ والأعصاب؟ حيث إني أشعر برعشة بسيطة عندما أقوم في الليل أحيانا مثل القشعريرة، حيث أنه يسبب ضعفا جنسيا، فهل هناك مشكلة لو استخدمت نصف أو ربع حبة سيالس مرة في الأسبوع للتخفيف من هذه الأعراض؟ وهل هناك أي تعارض لعلاج السبراليكس إذا استخدمت يوميا حبة ملتي فيتامين؟

أتمنى أن أجد منكم الجواب الشافي، حيث أنني جدا قلقا من أنني استخدمت السبراليكس، وأفكر أحيانا بإيقافه عندما أشعر ببعض الأعراض الجانبية، أو عندما أفكر أنني قد أتحول معه إلى إنسان آخر غير ما أنا .

ولكم خالص الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طارق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
رسالتك واضحة جداً، وصرحت فيها بكل ما تراه، ويؤثر عليك فيما يخص صحتك، وهذه الحالة التخوفية التي تعاني منها هي نوع من مخاوف القلق، ومخاوف القلق دائماً تسيطر على الناس في أعز ما لديهم، وتجد الوساوس والمخاوف حول الدين وحول الصحة، وحول الأداء الجنسي، هذه مناطق يعرف تماماً أن الإنسان الذي لديه بعض الهشاشة النفسية تتوتر نفسه، وينعكس ذلك سلباً على صحته.

الذي أود أوضح لك قبل أن أتكلم عن الدواء ( السبرالكس) وأؤكد لك أن الحالة بسيطة، لكنها تطلب منك شيئا من الحزم في التعامل مع ذاتك، الحزم يتمثل في الآتي، أولاً أن تكون لك قناعة تماما بما ذكره لك الأطباء من أنك لا تعاني من علة طبية، وفي نفس الوقت يجب أن تقوم بترتيب مواعيد دورية مع الطبيب الباطني أو طبيب الأسرة الذي تثق به، وذلك لعمل الفحص والمناظرة الطبية الدورية، وهذه يمكن أن تكون مرة كل ثلاثة أشهر، أي أربع مرات في العام، وليست أكثر من ذلك هذا يا أخي وجد أنه مطمئن جداً، خاصة للذين يعانون مما يعرف بالمراق المرضي، وهو أن الإنسان تجده يحمل هموماً حول صفحته، ويعتقد أنه مصاب بأمراض معينة، وتجده ينتقل من طبيب إلى آخر.

يجب أن تمارس الرياضة؛ لأن الرياضة تزيل القلق وتزيل المخاوف، وتعطي الإنسان الشعور بأن صحته الجسدية وصحته النفسية، في وضع جيد وهذه حقيقة.

يجب أن توجه طاقاتك لما هو أفيد، وذلك يمكن أن تصل إليه من خلال حسن إدارة الوقت، وتخصص وقتا لعملك، وعملك بالفعل يتطلب التواصل الاجتماعي، وهذه فرصة عظيمة لك لتأهيل نفسك نفسياً واجتماعياً، وقتا للراحة، ووقتا للرياضة، ووقتا للعبادة، أوقات التواصل الاجتماعي، والترويح عن النفس وهكذا، يجب أن تكون هنالك منظومة مرتبة لتدير الوقت من خلالها إدارة صحيحة.

أنت لديك الكثير والكثير جداً من الإيجابيات لديك الأسرة والزوجة والذرية، والعمل، فيا أخي الكريم يجب أن تقدرها وتستشعرها وتحمد الله عليها، وتجعل هذه الإيجابيات قاعدة لتطلب من خلالها المزيد من الإيجابيات والإنجازات.

بالنسبة للعلاج الدوائي، أرى أنه مطلوب، وأنه جيد، وأن السبرالكس يعتبر هو أحسن الأدوية التي تفيد في هذا المجال، أود أن أذكر لك بعض الأمور المتعلقة حول هذا الدواء، الدواء نستطيع أن نقول أنه من أنقى وأسلم الأدوية التي أدخلت إلى أسواق الأدوية، خلال العشرين سنة الأخيرة، ما ذكر حول الصعوبة من التخلص من الدواء هذا ليس صحيحا.

هذا يحدث للذين لا يطبقون التعليمات، والإرشادات الطبية الصحيحة، أو تكون معلوماتهم حول الأدوية واستعمالها معلومات مغلوطة، وليست صحيحة من مصادر طبية جيدة.

بالنسبة للأثر الجنسي السلبي السبرالكس قد يؤدي إلى تأخير في القذف لدى بعض الرجال، وقد يؤدي إلى افتقاد الرغبة الجنسية في قلة قليلة جداً من الرجال، وهذا نشاهده مع الجرعة الكبيرة مثل 20 مليجرام أو أكثر، لكن هنالك أيضا من تحسن أدؤهم الجنسي باستعمال السبرالكس، خاصةً الذين يعانون سرعة القذف أو يعانون الاكتئاب النفسي مثلاً.

أخي لا تشغل نفسك بهذا الأمر، لأن التفكير فيه ومحاولة البحث عن السلبيات حول الدواء هذا قد يؤثر عليك سلبياً.

الآثار الجانبية التي حدثت لك حين بدأت في تناول السبرالكس هذه نشاهدها لدى الناس الذين لديهم نوع من الحساسية، وعدم القدرة على التحمل، ونحن دائماً ننصح في مثل هذه الحالات أن يبدأ الإنسان بجرعة 5 مليجرام، أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على 10 مليجرام وبعد عشر أيام ترفع الجرعة إلى 10 مليجرام.

لكن أنت الحمد لله بدأت بـ10 مليجرام، وأنا أقول لك استمر على هذا، وأؤكد لك بصورة قاطعة أن الآثار الجانبية سوف تختفي تماماً، تناول السبرالكس بعد الأكل وهنالك من يتناوله نهاراً، وهذا هو الأفضل، ولكن قد يشتكي البعض من الشعور بالكسل أو زيادة في النوم، وفي هذه الحالة نقول تناوله ليلاً.

الجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة صغيرة وهي 10 مليجرام فقط لكن يجب أن تستمر عليها لمدة ستة أشهر كاملة بعدها تخفض الجرعة إلى 5 مليجرام يومياً لمدة شهر ثم 5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين ثم 5 مليجرام كل ثلاثة أيام لمدة أسبوعين بهذه الطريقة لن تكون عرضة لأي آثار جانبية لهذا الدواء.

ولمزيد الفائدة يراجع مطالعة العلاج السلوكي للقلق: ( 261371 - 264992 - 265121 ).

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا اقبال ابراهيم

    جزاكم الله خيرا ونفع بكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً