الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أستطيع احتواء الخلافات بين زوجي ووالدي؟

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة متزوجة منذ سنة تقريبا، وعمري 22 عاما، وعمر زوجي 26 عاما، منذ فترة الخطوبة كانت هناك مشاكل بين أبي وزوجي، مع العلم أن زوجي رجل عاقل وهادئ ويحترم الآخرين، حملت وأنجبت ولم يبارك أبي لي ولزوجي ولأهل زوجي على المولود إلا بعد شهرين، وكانت حجته أن عنده ظروفا خاصة منعته من زيارتنا.

أصبح عمر طفلي 5 شهور، وأنا الآن لا أستطيع أن أزور أهلي، لأن زوجي لا يريد أن آخذ طفلي معي، أنا في حيرة من أمري ولا أعرف ماذا أفعل، فأنا أريد أن أطيع زوجي، ولكن أريد أيضا أن أرى أهلي، مع العلم أن زوجي حاول كثيرا حل الأمور، لكن أبي عنيد جدا، ونقطة الخلاف هي أن زوجي يريد من أبي أن يزور أهل زوجي، ويكسر الحاجز الذي يمنعه من زيارتهم، وبهذا تنتهي الأمور، لأن أهل زوجي يرفضون أن يزور زوجي بيت أهلي.

أطلت عليكم، لكن لا أعرف ماذا أفعل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة-، ونبارك لك المولود، ونشكر لك هذا العقل والنضج، ونشكر لزوجك الحرص على الخير، وهذا النضج والهدوء، وأرجو أن يرى هذه الاستشارة، فنحن نطالبه بوضوح أن يقدِّم التنازلات، فهو الأصغر، ووالدك هو الأكبر، ولن يضره هذا التنازل، وعليه أن يسمح لك الذهاب لزيارة أهلك مصطحبة هذا الطفل الصغير، فإن عناد الوالد – وهو الكبير – ما ينبغي أن يُقابل بعناد، مهما كانت المبررات التي تجعل الوالد يرفض، ورغم عدم موافقتنا على عدم زيارة الوالد لكم، إلا أننا نريد من الصغار أن يتنازلوا للكبار، ونريد من العقلاء أن يتعاملوا مع الكبار بهدوء، ونريد أن نبيِّن أن الشباب المتعلم المثقف هو الذي ينبغي أن يُقدِّم التنازلات.

ونؤكد لزوجك أن سعادة الزوجة – سعادتك وسعادة هذا الطفل – في أن تتواصل مع أهلها من كافة الأطراف، وعليه أن يتعامل مع هذا الموضوع بما يقضيه العقل، ونشكر لك الثناء على زوجك، ونسأل الله أن يعينه على الخير، وأن يبارك لكم في المولود، وقولي له: نحن ننتظر منك المبادرة، ننتظر منك التنازل، ننتظر منك إعانة الزوجة على صلة أهلها، مهما كان هذا الأب، فإنه يظل أبًا ويظل والدًا، ولن يضرك الذهاب إليه، وأرجو كذلك أن يبادر بكسر الحاجز ليكون الأفضل، فإن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (وخيرهما الذي يبدأ بالسلام).

ولا أعتقد أنه يتضرر حتى ولو رُدَّ من الباب، فإن أجره ثابت، ومهر الجنة غال تحتاج إلى صبر وتحتاج إلى احتمال، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد والهداية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات