الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من الجبن وقلة الثقة بالنفس والتردد؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من فقدان الثقة بالنفس في كل شيء, ومتردد في كل شيء, فما زلت حتى الآن أنتظر عبور السيارات, وأعبر بعدها, ولا أعبر مثل باقي الناس إلا ومعي شخص, فما زلت حتى الآن لا أستطيع الوثوق بنفسي.

مثال على حالتي: إذا كنت في عراك، أخاف جداً من أن أقوم بضرب الذي أعترك معه, ليس لكي لا أجرحه, بل لخوفي من ردة فعله.

تكلمت مع أصدقائي كثيراً في هذا الموضوع، وقالوا لي: لا تترك له فرصة لرد الفعل، وواصل، ولكن الكلام غير الفعل.

مثال آخر: ما زلت حتى الآن عندما أتكلم مع الفتاة التي أنا معجب بها ولو بكلمة صغيرة -على عكس أصدقائي- لخوفي من أن تحرجني بالكلام أقولها لي: إني لا أحبك ولا أعرفك.

أحاول حتى الآن مواجهة خوفي من الكلاب، ولكني لا أستطيع إلا أمام الكلاب الضعاف -أحياناً-، ولكن الكلاب المقيدة مع أصحابها لا أستطيع تحملها، وأغيّر مسار الشارع، كما أني أعاني من تسارع الكلام الذي أدى إلى سقوط بعض الأحرف في الكلام.

كنت أمتلك صديقاً مثلي تماماً، ولكنه تغيّر كثيراً بعدما أصبح يخرج كثيراً إلى الشارع على عكسي تماماً، فأنا أقضي معظم وقتي في البيت.

أعاني من فقدان ثقة أدى إلى جبن أو العكس، ما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ م.خ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت لا زلت في مرحلة التكوين الجسدي، والنفسي، والهرموني، ومثلك ومثل أي شاب آخر لك تطلع أن تكون قويّاً من الناحية النفسية والجسدية، وهذا غير مرفوض.

أعتقد أن تقديرك لنفسك بصورة سلبية هو الذي جعلك لا تثق في مقدراتك، أنت محتاجٌ لأن تعيد النظر في طريقة تفكيرك، ويجب أن تعلم أنك لستَ بأضعف من الآخرين، هذا الوسواس الذي تعاني منه والتردد ناتج من أنك لم تستكشف الجوانب الأخرى في الحياة، من أن يكون الشاب قويّاً ومقداماً، وله وجود وله حضور، ولم تعطِ لنفسك الفرصة لمصاحبة الأقوياء، والصالحين من الشباب.

فأنت محتاج لإعادةٍ في طريقة تفكيرك، ومحتاج لأن تنقل نفسك نقلة إيجابية فيما يخص أفعالك وتصرفاتك، وأنا أنصحك: ألا تفكر أن تتعارك مع الناس أبداً، أي إن آتاك الله قوة لا تستعملها لهذا الغرض أو لهذا الهدف، لكن قل: (أنا أريد أن أكون شاباً من شباب الإسلام، شهماً، ثابتاً، قويّاً، أساعد الضعيف) وهكذا، أما أنك تريد أن تكون قويّاً حتى تتعارك مع الناس فهذا أمر مرفوض.

البناء النفسي يتطلب -كما ذكرت لك- أن تكون لك صداقات مع شباب جيدين، وملتزمين، ومجتهدين في دراستهم، وأقوياء.

ثانياً: كن شخصاً فعّالاً داخل أسرتك، واحرص على بر والديك، فهذا يعطيك القوة والشجاعة، وكن متفاهماً مع إخوتك، وكن دائماً صاحب مبادرات إيجابية.

ثالثاً: احرص على الصلاة مع الجماعة، خاصة في الصف الأول، فهذا يعطيك دفعاً نفسياً قويّاً وثابتاً في كل ما تريد أن تقوم به.

رابعاً: عليك بممارسة الرياضة الجماعية مع أصدقائك.

خامساً: يجب أن تضع برامج للدراسة والبحث عن التميز.

هذا هو الذي أنصحك به، وإن اتبعته -إن شاء الله تعالى- سوف تجد أن البناء النفسي لشخصيتك بدأ يتطور تدريجياً حتى تصل إلى ما تريد أن تصل إليه بإذن اللهِ تعالى.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا رائد

    جزاكم الله خيرا عل

  • الجزائر ranoucha

    الله يجازيك خير

  • مصر احمد

    الله يكرمك ويزيدك نعمة وتقوه

  • العراق كرار السلام

    الله يحفظك

  • مصر 01227001719

    جزاك الله كل خير

  • العراق علاء _العراق

    الاخ مثل مشكلتي تماما

  • مجهول زياد حمدي

    الله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً