الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأمراض بين التوهم والحقيقة

السؤال

السلام عليكم

كنت أعاني منذ نحو 8 سنوات من الاكتئاب والقلق والوسواس، أنا بعُمر 20 عاما الآن، كانت مشكلتي هي أنني لا أتقبل أي نوع من المزاح، وآخذ الحديث على محمل الجد، فما بالكم بمن يقصد أذيتي؟

كنت أشعر دائما أن لا أحد يحترمني، الجميع يريدون أذيتي، لأنني ضعيف الشخصية، وضعيف البُنية، ذهبت إلى الطبيب وشرحت له حالتي، وكانت علتي أنني أعاني من نقص في السيريتونين، وهذا النقص هو السبب في الاكتئاب والقلق والوسواس، ووصف لي أنواع عديدة من العلاجات، تتغير كل مدة أو تتغير جرعتها، ومنها ( ديبريبان-تريتيكو-تجراتول-ستيلاسيل-زولام).

كانت فترة العلاج هي سنة وشهرين، أشعر فيها أن لا شيء بي أحيانا، وأحيانا أخرى وكأني لا آخذ علاجا، وكان رد الطبيب أن هذه المادة أثناء فترة العلاج تزيد وتقل، حتى تتزن في الجسم.

أعترف أنني أثناء فترة زيادة هذه المادة –على قول الطبيب- أشعر بالارتياح، وتقبل الأمور والمزاح من الآخرين بل وأحب ذلك أيضا، والآن بعد مرور سنة وشهرين من العلاج وثلاثة أشهر بدونه أشعر بعدم الارتياح وبالوسواس أحيانا، وبالاكتئاب البسيط بمعنى أصح أشعر بجميع الأعراض قبل العلاج، ولكن بنسبة أقل.

علتي التي جعلتني أرسل إليكم هي أنني أركز كثيرا في نفسي وأراقبها من الآلام، مثلا عندي ألم في وتر العرقوب(الوتر خلف الكعب) نتيجة للجري – فأنا أمارس الرياضة – وأشعر أن هذا الألم سيستمر للأبد ولن أستطيع الجري مرة أخرى! وعندي حساسية بالأنف تصيبني بالمخاط وانسداد الأذن، فأركز كثيرا فيها في حين أنني عندما أنساها لا أشعر بها، وكثير من الأشخاص عندهم الحساسية أو الآلام، لكن لا يركزون فيها كما أركز أنا في نفسي.

هكذا في كل شيء، كل ألم وكل خدش وكل طرفة عين، فجسمي تحت المراقبة، وهذا الشيء يرهقني كثيرا، فأنا أعلم أنني إذا تناسيت هذه الآلام فستذهب من تلقاء نفسها، لكن تراودني أفكار بأن هناك شيئا ضخما وراء هذه الآلام، وأذهب إلى طبيب وآخر.

التحاليل والأشعة كلها سليمة، لكن الألم كما هو أيا كان نوعه ومكانه، وفي معظم الأحيان يظل هذا الألم مستمرا معي، حتى هذه اللحظة، مثل آلام الكوع والركبة بالرغم من أن الأشعة فوق الصوتية سليمة، وآخذ فيتامين د، ولا يوجد انتفاخ أو احمرار مجرد ألم أما بالنسبة للعرقوب الألم يكون أقصاه عند النهوض من النوم.

هل هذه الأعراض نتيجة لنقص المادة؟ أي أنني لم أشف بعد؟ وهل أكرر أخذ الدبريبان؟ وهل سأعيش طيلة حياتي بأخذ عقاقير نفسية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حامد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أعراضك الجسدية كلها من الواضح أنها مرتبطة بحالتك النفسية، حالة القلق والوساوس التي تعاني منها، أنت لن تعيش كل حياتك على هذه الطريقة -إن شاء الله تعالى- كل المطلوب منك أن تجعل لنفسك نمط حياة فعال.

أنت الآن في بدايات سن الشباب ويجب أن تستشعر طاقتك النفسية والجسدية والمعرفية التي حباك الله تعالى بها وتستغلها على أحسن وجه.

لا تكثر من التردد على الأطباء، وأحسن إدارة وقتك، فحسن إدارة الوقت تعني حسن إدارة الحياة وحسن إدارة الحياة تعني أن الإنسان قد أعطى نفسه مردوداً إيجابياً، يشعره بالرضا والسعادة، إن شاء الله تعالى.

نم نوماً مبكراً، مارس رياضة، اقرأ، اطلع، تواصل مع من هم في سنك من الشباب، احرص على صلاتك في وقتها، كن باراً بوالديك، هذه الأنشطة والمهام الحياتية متى ما أعطيتها الاهتمام اللازم وطبقتها بجدية سوف تؤدي إلى تقلص وانخفاض نسبة التوتر والوسوسة لديك.

بناء مفاهيم جديدة تقوم على عدة أنشطة جسدية وفكرية واجتماعية هذا هو الذي يجعلك تحس بالفعل أنك صحيح الجسد ومعافى النفس، إن شاء الله تعالى.

إذاً علاجك ليس في الأدوية فقط الأدوية تساهم لكنها ليست كل شيء، ولا مانع من أن تكرر الديبريبان لكن تغير نمط حياتك هو المهم وهو الأجدى وهو الذي سوف يفيدك إن شاء الله تعالى.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً