الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قلق المخاوف يجعلني أفقد الأمان خارج البيت

السؤال

السلام عليكم.

أولا: أشكركم على هذا الموقع الرائع، والذي استفدت منه كثيرا في تشخيص مشكلتي.

بدأت مشكلتي بنوبة فزع، فذهبت للمستشفى، وظننت أن بي علة، كضغط أو سكري، ولكن كل شيء على ما يرام، ثم تحسنت قليلا، وبعدها فقدت والدي -رحمه الله- وتأثرت كثيرا، وعادت لي تلك النوبات بصورة أشد، وكان نبضي بدرجة مخيفة في إحدى المرات، وحسبتها نهايتي، ارتفع ضغطي إلى 18.

صرت أخاف من الخروج لوحدي، والبقاء لوحدي، حتى صلاة الجماعة لا أذهب لها، فمجرد دخولي أشعر بدوخة وإسهال، وتسارع في النبض، وضيق تنفس؛ لأني أخاف أن أسقط، وأنا دائما أترقب حدوث تلك النوبة، فصارت حياتي كابوسا، وفي الصباح يصبح مزاجي متعكرا، وأعاني من إسهال وسعال بعد تناول وجبة الفطور.

عندما أذهب للعمل أحس بدوخة ونعاس، وأبقى أنتظر العودة للبيت؛ لأنه المكان الوحيد الذي أحس فيه بالأمان، فأنا أتناول (السولبيريد ميرينال) لمدة 3 أشهر، بمعدل حبة واحدة 50 ملغ صباحا، فهل هناك ضرر من أن أتناوله مدة أطول؟

أرجو مساعدتي يا دكتور، بارك الله فيكم، ساعدوني رجاء، فلا أريد أن أبقى على هذا الحال، ولا أريد أن أخسر عملي، ولا آخرتي، أريد أن أعود للمسجد كباقي الناس، فقد تعبت، ومع ذلك أحاول التغلب على أعراضي، وأمارس تمارين الاسترخاء كما أشرتم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدو حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الذي تعاني منه هو قلق مخاوف بسيط -إن شاء الله تعالى- وقلق المخاوف من هذا النوع يؤدي فعلاً إلى الشعور بعدم الأمان، وربما أعراض جسدية مثل الذي حدث لك، ومن الجميل أنك متفهم لحالتك وأنك الآن تمارس تمارين الاسترخاء والرياضة، وأريدك أن تكون إيجابيًا في تفكيرك، وفعّالاً، ولا بد –يا أخِي الكريم– أن تتواصل اجتماعيًا:

• أدِّ الصلاة في المسجد، هذا أفضل أنواع التواصل الاجتماعي.
• قم بزيارة المرضى في المستشفيات، هذا أحسبه من أفضل أنواع التواصل أيضًا، وفيه -إن شاء الله تعالى- أجرٌ عظيم.
• مارس رياضة جماعية مع بعض أصدقائك، مثل المشي مثلاً، أو كرة قدم، أو شيء من هذا القبيل.
• زيارة الأرحام والجيران فيها خير كثير، وتطوير للمهارات الاجتماعية في شخصية الإنسان.

بالنسبة للعلاج الدوائي: الدوجماتيل لا بأس به، دواء جيد، استمر عليه لمدة ستة أشهر بجرعة كبسولة واحدة في اليوم –أي خمسين مليجرامًا– لكني أريدك أن تدعمه بأحد الأدوية الأحسن والأفضل في علاج القلق والمخاوف، ودواء مثل (ديروكسات) أو (لسترال) سوف يعطيك دفعًا اجتماعيًا أفضل.

جرعة الديروكسات أو الزيروكسات –والذي يسمى علميًا باروكستين– هي جرعة صغيرة في حالتك، نصف حبة (عشرة مليجراما)، يتم تناولها ليلاً بعد الأكل لمدة شهرٍ، ثم اجعلها حبة كاملة (عشرين مليجرامًا) تناولها ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلاً لمدة شهرين، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناول الدواء.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً