الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أتناول (فلوفوكسامين) بدلًا عن (الباروكستين) لعلاج الوسواس القهري؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني من الوسواس القهري، وأنا حاليًا أتناول عقار (الباروكستين) منذ 8 أشهر، بمقدار 40 ملغرام يوميًا، أشعر بتحسّن كبير، وزالت الوساوس بنسبة 75% فقط، أعاني أحيانًا من أفكار وسواسية مزعجة، ولكني أتجاهلها فتزول عني.

أريد أن أتناول (Luvox) فلوفوكسامين؛ لأنني قرأت أنه جيد جدًا لعلاج الوسواس القهري؛ ولأن عقار الباروكستين (paroxetine) جعلني زائد الوزن.

سؤالي: ما هي الجرعة التي أبدأ بها عند تناول عقار فلوفوكسامين (Luvox)، ومتى أزيد فيها، وما هي الجرعة القصوى المناسبة لعلاج الوسواس بعقار (فلوفوكسامين)، وهل أستطيع أن أتناول (الباروكستين) مع (فلوفوكسامين) بجرعة قليلة وعقار (الامتربتيلين) أيضًا؛ كي يحسِّن من نومي؟

شكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك -أخِي الكريم- على ثقتك في إسلام ويب.

لا شك أن عقار (باروكستين) من الأدوية الممتازة جدًّا لعلاج الوساوس القهرية، خاصة حين يكون بجرعة أربعين إلى ستين مليجرامًا في اليوم، والستين مليجرامًا هي الجرعة القصوى، لكن العلاجات الدوائية أيًّا كانت يجب أن تُدعم بالعلاجات السلوكية، والعلاج السلوكي يقوم على: مبدأ التحقير والتجاهل والاستخفاف بالوسواس، وأن يعيش الإنسان حياته بصورة طبيعية جدًّا، فلا تتجاهل هذا الجانب في العلاج.

أتفق معك أن (الباروكستين) قد يؤدي إلى زيادة في الوزن لدى بعض الناس، و(الفلوفكسمين) دواء أيضًا رائع وممتاز، لكن لا يُستحسن أن يتناول الإنسان أدوية متعددة في نفس الوقت، هذا نسميه بالسلطة الدوائية، وأنا لستُ من الذين يؤيدونها إلا في حالات ضيقة جدًّا وتحت الإشراف الطبي المباشر.

(الفلوفكسمين) بالفعل لا يزيد الوزن بنفس مستوى (الباروكستين)، وفي هذا السياق –أيها الفاضل الكريم– أنصحك -أيًّا كان نوع الدواء الذي سوف تتناوله-، وأقول لك: لا بد أن تتخذ الآليات والطرق السلوكية التي تخفف الوزن، فهذه قضية مهمة جدًّا.

بالنسبة لاستبدال (الفلوفكسمين): كل مائة مليجرام منه تعادل عشرين مليجرامًا من (الباروكستين)، هذا يسهل عليك الأمر جدًّا -أيها الفاضل الكريم-، ويمكن أن تبدأ بداية مباشرة جدًّا كالتالي:

خفض (الباروكستين) إلى عشرين مليجرامًا -أي حبة واحدة في اليوم-، وتناول مائة مليجرام من (الفلوفكسمين)، تناولهما مع بعضهما البعض ليلاً مثلاً، هذا تستمر عليه لمدة أسبوعين، بعد ذلك خفض (الباروكستين) واجعله نصف حبة -أي عشرة مليجرام- يوميًا، واجعل (الفلوفكسمين) مائة وخمسين مليجرامًا يوميًا، استمر على هذا النمط لمدة شهر، بعد ذلك توقف تمامًا عن (الباروكستين)، واجعل جرعة (الفلوفكسمين) مائتي مليجرام، وبهذا تكون قد قمت بعملية الاستبدال الدوائي دون معاناة -إن شاء الله تعالى-.

أخِي الكريم، (الفلوفكسمين) سوف يحسِّن نومك بدرجة أفضل مما يفعل (الباروكستين)؛ فلذا لا أعتقد أنك في حاجة لتناول (الإميتربتالين)، واحرص أيضًا على صحتك النومية من خلال: تجنب النوم النهاري، ممارسة الرياضة، تثبيت وقت النوم ليلاً، الحرص على الأذكار، أن تكون وجبة العشاء خفيفة ومبكرة، ولا تتناول المنبهات، مثل: الشاي والقهوة والبيبسي والكولا والشكولاتة بعد الساعة السادسة مساء.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • كندا عزيز

    بارك الله فيك يا دكتور وجزاكم الله كل الخير عنا. تحية طيبة لكل القائمين على الموقع الرائع 'اسلام ويب'

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً