الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أترك خطيبي لأتزوج أخاه الملتزم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا مخطوبة منذ كنت في المرحلة الثانوية، وحاليا أنا في آخر سنة جامعية، سابقا كنت أتجاهل الموضوع، ولا أهتم به، أما الآن أفكر بالأمر، حيث أن خطيبي شخص جيد، وظيفته جيدة، وشخصيته قوية، ومحبوب من الناس، رجل بمعنى الكلمة، لكنني لا أريده، وأفكر أن أخبر والدي.

أعلم أنني بطيئة الاستيعاب، ربما كان الأفضل أن أرفضه منذ البداية، لكنني في البداية لم أكن أهتم بالموضوع، أما الآن أفكر كثيرا بالأمر، أنا لا أريده، وأرغب في الزواج من أخيه الملتزم، حيث أنني أدخل إلى حسابه في تويتر، وقد لاحظت أنه محبوب من الناس وملتزم دينيا، وأنا من أسرة غير ملتزمة، وأرغب في زوج ملتزم يساعدني على التقرب إلى الله.

كيف أرفض الزواج من خطيبي، وأبدي رغبتي في الزواج من أخيه؟ هل أخبر والدي؟ لا أمتلك القدرة على التعبير، لكنني أعلم أنكم ستفهون قصدي، أشيروا علي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Areej حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق في طاعته الآمال.

من حق الفتاة أن تقبل بمن يتقدم، ومن حقها أن ترفض، وليس عيبا في الشاب أن ترفضه فتاة، كما أنه ليس نقصا فيها أن يرفضها الشاب؛ لأن التلاقي بالأرواح، وهي جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، وإذا احتارت في المسألة، فإن عليها المسارعة إلى صلاة الاستخارة التي فيها الدلالة على الخير ممن بيده الخير، ولن تندم من تستخير وتستشير.

ونحن بدورنا ندعوك إلى الإقبال على من أقبل عليك، إذا كان على الوصف المذكور، ونتمنى أن تتأكدوا من الأشياء الأساسية، وهي الدين والأخلاق، وأهم ما ينبغي أن ينتبه له أمر الصلاة، واستفيدي من رأي محارمك، وتقييمهم للرجل.

ونحن إذ نشكر لك الرغبة في صاحب الدين، نؤكد لك أن رفضه والمطالبة بشقيقه قد لا تخلو من الصعوبة، كما أن رغبة صاحب الدين فيك، وتوافقه معك، أمر مجهول، إذ لا بد أن تكون الرغبة مشتركة.

ونحن لا نملك إلا أن ندعو لك بالخير، ونوصيك بتقوى الله، ونحثك على كثرة التضرع إلى من بيده قلوب العباد، ونتمنى أن تتمسكي بأحكام الشرع؛ لأنك سوف تربحين بتدينك في كل الأحوال، والمرأة المتدينة تؤثر على زوجها، وتعينه على التدين، وهي أول من يسعد بتدينه وهدايته، ولأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم، فكيف إذا كان المهتدي هو زوجك.

نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان، ثم يرضيك به، أكرر ثم يرضيك به، ولك منا الدعاء بالتوفيق، وأطيب الأماني، ومكرر لك الشكر.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر احمد العطار

    اختي في الله ممكن لو حبه تسيبي خطيبك ده من حقك ولاكن اللي مش حقك انيك تفكري في اخوه ولو فكتري اكتمي علي التفكير ده لان ده ممكن تخلي الاخوات تخسر بعضها طول عمرهم

  • مصر أيمن البيه

    بسم الله ..والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد ... أري -والله أعلم - أن الأفضل لك والأبرأ لدينك والأبعد لك عن مواطن الريبة والشبهات أن تعرضي عن هذا الموضوع برمته ..بمعني أنك ترفضي هذا الخاطب ولا تفكري في الإرتباط بأخيه للأسباب الآتية:أنك لو أقبلت علي الزواج من أخي زوجك فإنك في الغالب إن لم يكن من المؤكد أن تتسببي في قطيعة الرحم بين زوجك وأخيه أو بينه وبين أهله جميعا...فكيف ترضين أن يبني زواجك علي قطيعة الرحم التي هي من أكبر الكبائر في الإسلام :وكذلك إذا علم هذا الرجل أن زواجه منك سيؤدي به إلي قطيعة الرحم ثم أقبل عليه فهو إن رضي بذلك يكون قد رضي بالقطيعة من أجل الزواج بك ..والزواج ليس من من الأمور الإضطرارية التي تبيح قطيعة الأرحام....وكذلك لو هان علي هذا الرجل أهله فتأكدي أنك ستهونين عليه يوما ما ..وكذلك أري أن ثقافتنا الشرقية ومفهومنا للمروة يحتم علي أي رجل أن يأبي الإرتباط بزوجة كانت علي علاقة بأخيه فكل كلمة طيبة سوف يسمعها منك لعلها تنغص عليه وتذكره بكلامك لأخيه من قبله...الأمر الأخير أنك إذا كنت فعلا تتطلعين إلي زوج تقي فهذا الرجل ليس آخر الأتقياء ..فلك أن توصي أهل الصلاح ممن تثقي بهم من معارفك أو في المسجد الذي تصلين فيه بأن يبحثوا لك عن شاب دين ..وأن يكون شرط الدين هو أول الشروط وأهمها دون النظر إلي الإشتراطات المادية المرهقة ....فإن أخلصت نيتك لله ودعوتيه بيقين فتأكدي أن الله تعالي سيوفقك إلي الخير والفلاح ...فالله تعالي أكرم من أن يرد يد من دعاه مخلصا ومن وقف ببابه أو لاذ بجنابه ....والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  • عمر فتحي

    ستوقيعين بين الاخوين ان كنتي لاتريديني خطيبك اتركيه ولا تفكري بأي انسان مقرب منه

  • عمان ابو عبد الرحمن

    السلام عليكم اختي الكريمة وبعد اقبلي النصح من خلال تجارب خاصه فالظهور على النت ليس بالضروري يكون هو حقيقة الانسان فكلنا خلف الشاشة نتجمل لنظهر بافضل صوره ولكن من خلال عرضك لمواصفات خطيبك فهو ان شاء الله سيكون خير زوج لك لو كان مصلي يعرف حقوق ربه وسوف يعاملك معاملة طيبة وانت افضل انسانة تحكمين عليه ان كانت فيه صفات الشخص الملتزم فاتمي الزواج وكما قال الشيخ عليك بصلاة نافلة ثم استخيري الله في الامر وربنا يكرمك يالزوج الصالح

  • عمان ابو فهد

    نهي الرجل على أن يخطب على خطبة أخيه

    ( قال الشافعي ) رحمه الله تعالى : أخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { لا يخطب أحدكم على خطبة أخيه } ( قال الشافعي ) أخبرنا مالك عن أبي الزناد ومحمد بن يحيى بن حبان عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { لا يخطب أحدكم على خطبة أخيه } أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا سفيان بن عيينة عن الزهري قال أخبرني ابن المسيب عن أبي هريرة قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم { لا يخطب أحدكم على [ ص: 42 ] خطبة أخيه } .

    ( قال الشافعي ) أخبرنا محمد بن إسماعيل عن ابن أبي ذئب عن مسلم الخياط عن ابن عمر { أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى ينكح أو يترك } ( قال الشافعي ) فكان الظاهر من هذه الأحاديث أن من خطب امرأة لم يكن لأحد أن يخطبها حتى يأذن الخاطب أو يدع الخطبة وكانت محتملة لأن يكون نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يخطب الرجل على خطبة أخيه في حال دون حال فوجدنا سنة النبي صلى الله عليه وسلم تدل على أنه صلى الله عليه وسلم إنما نهى عنها في حال دون حال .

    ( قال الشافعي ) أخبرنا مالك عن عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان عن أبي سلمة بن عبد الرحمن { عن فاطمة بنت قيس أن زوجها طلقها فبتها فأمرها النبي صلى الله عليه وسلم أن تعتد في بيت أم مكتوم وقال فإذا حللت فآذنيني فلما حللت أخبرته أن أبا جهم ومعاوية خطباني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه . وأما معاوية فصعلوك لا مال له انكحي أسامة فكرهته فقال انكحي أسامة فنكحته فجعل الله تعالى فيه خيرا واغتبطت به } ( قال الشافعي ) فكما بينا أن الحال التي خطب فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة على أسامة غير الحال التي نهى عن الخطبة ولم يكن للمخطوبة حالان مختلفي الحكم إلا بأن تأذن المخطوبة بإنكاح رجل بعينه فيكون للولي أن يزوجها جاز النكاح عليها ولا يكون لأحد أن يخطبها في هذه الحال حتى يأذن الخاطب أو يترك خطبتها وهذا بين في حديث ابن أبي ذئب . وقد أعلمت فاطمة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أبا جهم ومعاوية خطباها ولا أشك - إن شاء الله تعالى - أن خطبة أحدهما بعد خطبة الآخر فلم ينههما ولا واحدا منهما ولم نعلمه أنها أذنت في واحد منهما فخطبها على أسامة ولم يكن ليخطبها في الحال التي نهى فيها عن الخطبة ولم أعلمه نهى معاوية ولا أبا جهم عما صنعا والأغلب أن أحدهما خطبها بعد الآخر فإذا أذنت المخطوبة في إنكاح رجل بعينه لم يجز خطبتها في تلك الحال وإذن الثيب الكلام والبكر الصمت وإن أذنت بكلام فهو إذن أكثر من الصمت قال وإذا قالت المرأة لوليها زوجني من رأيت فلا بأس أن تخطب في هذه الحال لأنها لم تأذن في أحد بعينه فإذا أومرت في رجل فأذنت فيه لم يجز أن تخطب وإذا وعد الولي رجلا أن يزوجه بعد رضا المرأة لم يجز أن تخطب في هذه الحال فإن وعده ولم ترض المرأة فلا بأس أن تخطب إذا كانت المرأة ممن لا يجوز أن تزوج إلا بأمرها وأمر البكر إلى أبيها والأمة إلى سيدها فإذا وعد أبو البكر أو سيد الأمة رجلا أن يزوجه فلا يجوز لأحد أن يخطبها ومن قلت له لا يجوز له أن يخطبها فإنما أقوله إذا علم أنها خطبت وأذنت وإذا خطب الرجل في الحال التي نهى أن يخطب فيها عالما فهي معصية يستغفر الله تعالى منها وإن تزوجته بتلك الخطبة فالنكاح ثابت لأن النكاح حادث بعد الخطبة وهو مما وصفت من أن الفساد إنما يكون بالعقد لا بشيء تقدمه وإن كان سببا له لأن الأسباب غير الحوادث بعدها . .

  • السعودية hassan hashim

    كيف تعلم هذه الفتاه أن أخوه يرغبها؟؟؟
    أنها تلعب بالنار وفي النهاية سيتركها خطيبها وأخوه ولا تجد سوي الندم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً