الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من عصبية وضعف التركيز، رغم سلامة الفحوصات، ما السبب؟

السؤال

السلام عليكم.

مشكلتي بدأت منذ الصغر؛ إذْ أعاني من عصبية شديدة، ومشاكل لأتفه الأسباب، وكنت أحس بتوهان أو عدم تركيز، وتفكير مستمر كأحلام اليقظة، ولم أستشر أي طبيب، وأحيانًا أكون بحالة جيدة، ولا توجد أي مشكلة!

منذ حوالي شهر ساءت الحالة، وأي مشكلة أظل أفكر فيها ليلًا ونهارًا، وبعد ذلك أُصِبت بضعف تركيز ونسيان، وكأني في حلم، رغم أني أكون مع الناس، مع المعاناة من برودة في الأطراف، وتم الكشف عند طبيب مخ وأعصاب، وتمّ عمل رنين مغناطيسي على المخ، وطلع أنه سليم -والحمد لله-.

ما الحل؟ وإلى أي تخصص أذهب؟

شكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

موضوع العصبيّة منذ الطفولة: قد تكون هذه الأعراض جزءًا من البناء النفسي لشخصيتك، فالأطفال يتفاوتون في مسلكهم وطباعهم وتفاعلاتهم الوجدانية، هنالك من هو هادئ، وهنالك من هو عصبي، وهنالك من هو قلق، وهكذا.

هذه الفترة بالنسبة لك قد تكون تركتْ بعض الرواسب البسيطة، والإنسان يتطور حسب مرحلته الحياتية؛ فمن الطبيعي جدًّا أن يكون الإنسان قلقًا بعض الشيء في مرحلة البلوغ وما بعدها، وبعد ذلك يتجه الإنسان بكلياته نحو الحياة، وهذا يؤدي إلى استقرار نفسي كبير.

أيها الأخ الكريم، أنت الآن تعاني من قلق نفسي، هذا أمر واضح جدًّا: كثرة التفكير والشرود وضعف التركيز، وشعورك بأنك لست مع الناس، شعورٌ بالتغرب عن الآخرين وعن ذاتك، هذا كله من القلق، وظهرت عندك الأعراض الجسدية، مثل: برودة الأطراف، وهذه أيضًا يمكن أن يُربط ويُعزَى للقلق النفسي.

فحوصاتك -الحمد لله- سليمة، وهذا أمر طيب، فأنت اتخذت الإجراء الصحيح، والآن أقول لك: إن الحالة نفسية، وليست مرضًا نفسيًا، إنما هي ظاهرة نفسية بسيطة.

اذهب إلى الطبيب النفسي، هذا هو التخصص الذي سوف يفيدك كثيرًا، والأمر يتعلق فقط ببعض الإرشادات والتفسيرات النفسية، والمساندة التي سوف تجدها من الطبيب، وسوف يعطيك أيضًا أحد مضادات القلق البسيطة، ولمدة ليست طويلة، و-إن شاء الله تعالى- تختفي أعراضك تمامًا.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً